كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
فقالوا : ألست تقول فى آلهتنا كذا وكذا ؟ قال : بلى ، قال : فتشبثوا به بأجمعهم ، فأتى الصريخ إلى بكر ، فقيل له : أدرك صاحبك ، فخرج أبو بكر حتى دخل المسجد ، فوجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والناس مجتمعون عليه ، فقال : ويلكم " أتقتلون رجلاً أن يقول ربّى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " فلهوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأقبلوا يضربونه . قالت : فرجع إلينا فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول : تباركت يا ذا الجلال والإكرام .
ومنها ، أنه رضى الله عنه أنفق على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما كان يملكه ، طيّبةً بذلك نفسه .
روى عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : أسلم أبو بكر وله أربعون ألفاً ، أنفقها كلّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وفى سبيل الله . وقال رسول الله عليه وسلم : " ما نفعني مال مثل ما نفعني مال أبى بكر " .
ومن رواية أخرى عنه قال : أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار ، وأعتق سبعة كلّهم يعذّب في الله ، أعتق بلالاً ، وعامر ابن فهيرة ، وزنّيرة ، والنّهدية وابنتها ، وجارية بنى نوفل ، وأم عبيس . قد تقدّم خبرهم في السيرة النبوية .
ومنها ، أنه رضى الله عنه أسلم على يديه بدعائه نصف العشرة المشهود لهم بالجنة ، وهم : الزّبير بن العّوام ، وعثمان بن عفّان ، وطلحة بن عبيد الله ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقّاص ، رضوان الله عليهم أجمعين .
وأسلم أبواه ، وصحبا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وأسلم بنوه كلهم ، وصحب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هو وأبوه أبو قحافة ، وابنه عبد الرحمن بن أبى بكر ، وابن ابنة محمد ابن عبد الرحمن ، وليست هذه المنقبة لأحد من الصحابة غيره .
ومن ذلك أنه رضى الله عنه كان مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى الغار ، ورفيقه في هجرته ، وناهيك بهما ، وسمّاه عز وجل في كتابه : " صاحبه " . فقال تعالى : " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " .

الصفحة 7