كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وخرج أبو بكر معه ؛ لم يأمن على نفسه غيره حتى دخلا الغار .
وعن حبيب بن أبي ثابت في قوله تعالى : " فأنزل الله سكينته عليه " . قال : على أبي بكر ؛ فأمّا النبي صلّى الله عليه وسلّم فقد كانت عليه السّكينة .
وعن أبي هريرة رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأبي بكر : " أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار " .
وعن سفيان بن عيينه ، قال : عاتب الله عز وجلّ المسلمين كلّهم في رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلا أبا بكر ، فإنه خرج من العاتبة ، قال الله تعالى : " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار " .
ومن فضائله ومزاياه رضى الله عنه ، أنّ رسول صلّى الله عليه وسلّم قدمه للصلاة بالمسلمين في حياته ، وأمر بسدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد ، إلا باب أبي بكر ، وقد تقدّم ذلك . ومنها ما روى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، أنه قال : " رأيت في المنام أني وزنت بأمّتي فرجحت ، ثم وزن أبو بكر فرجح ، ثمّ وزن عمر فرجح " . وهذا دليل على أنه رضوان الله عليه أرجح من الأمة أكثر من مرتين ، فإنه رجح الأمة ، وعمر رضى الله عنه فيهم ، ورجح عمر الأمة ورؤيا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حق لا محالة وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنه قال ما سابقت أبا بكر إلى خير قط إلا سبقني إليه ولو وددت أني شعرة في صدر أبي بكر وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أمر بالصدقة ، قال عمر بن الخطاب وكان عندي مال كثير . فقلت : والله لأفضلنّ أبا بكر هذه المرّة ، فأخذت نصف مالي وتركت نصفه ، فأتيت به النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فقال : " هذا مال كثير ، فما تركت لأهلك " ؟ قال : تركت لهم نصفه ؛ وجاء أبو بكر بمال كثير ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " ما تركت لأهلك " ؟ قال : تركت لهم الله ورسوله . وفي رواية : قلت : لا أسابقك إلى شىء أبدا .
وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما في قوله عزّ وجلّ : " فأما من أعطى وأتقى وصدّق بالحسنى " ؛ نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

الصفحة 8