كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
وبايعه الأنصار إلا نفراً يسيراً ، منهم حسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، ومسلمة بن مخلد ، وأبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة ، والنعمان بن بشير ، وزيد بن ثابت ورافع بن خديج ، وفضالة بن عبيد ، وكعب بن عجرة ، كانوا عثمانية .
ولم يبايع أيضاً عبد الله بن سلام ، وصهيب بن سنان ، وسلمة ابن سلامة بن وقشٍ ، وأسامة بن زيد ، وقدامة بن مظعون ، والمغيرة ابن شعبة .
وأخذ النعمان بن بشير قميص عثمان الذي قتل فيه وأصابع امرأته نائلة ، وسار بهم إلى الشام .
وقيل في بيعته : إن عثمان لما قتل بقيت المدينة خمسة أيام وأميرها الغافقي بن حرب ، وهم يلتمسون من يجيبهم إلى القيام بالأمر فلا يجدونه ، فأتى المصريون علياً فباعدهم ، وأتى الكوفيون الزبير فباعدهم ، وأتى البصريون طلحة فباعدهم ؛ وكانوا مجتمعين على قتل عثمان مختلفين فيمن يلي الخلافة ، فأرسلوا إلى سعد يطلبونه فقال : إني وابن عمر لا حاجة لنا فيها ، وأتوا ابن عمر فلم يجبهم ، فبقوا حيارى ، وقال بعضهم لبعضٍ : لئن رجع الناس إلى أمصارهم بغير إمام لم نأمن الاختلاف وفساد الأمة ، فجمعوا أهل المدينة وقالوا لهم : يا أهل المدينة ، أنتم أهل الشورى ، وأنتم تعقدون الإمامة ، وحكمكم جائز على الأمة ، فانظروا رجلاً تنصبونه ، ونحن لكم تبع ، وقد أجلناكم يومكم ، فوالله لئن لم تفرغوا لنقتلن علياً وطلحة والزبير وأناساً كثيراً .
فغشي الناس علياً ، فقالوا : نبايعك فقد ترى ما نزل بالإسلام وما ابتلينا به من بين القرى فقال علي : " دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمراً له وجوهٌ وله ألوانٌ ، لا تقوم به القلوب ، ولا تثبت عليه العقول " فقالوا : " نشهدك الله ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى الإسلام ألا ترى الفتنة ؟ ألا تخاف الله ؟ " قال : " قد أجبتكم ، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، وإن تركتموني فإنما أنا كأحدكم إلا أني من أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه " . . . ثم افترقوا على ذلك ، واتعدوا الغد .

الصفحة 10