كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 100 """"""
أبالقتل تخوفنا ؟ أما إني لأرجو أن نضربكم بها عما قليل غير مصفحات ، ثم لتعلم أينا أولى بها صلياً " . ثم خرج هو وإخوة له ثلاثة ، فأصيبوا مع الخوارج بالنهروان ، وأصيب أحدهم بعد ذلك بالنخيلة .
ثم خطب علي رضي الله عنه يوماً آخر ، فقام رجل فقال : لا حكم إلا لله ، ثم توالى عدة رجال يحكمون ، فقال علي : " الله أكبر كلمة حق أريد بها باطل ، أما إن لكم عندنا ثلاثاً ما صحبتمونا : لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتى تبدأونا ، وإنما ننظر فيكم أمر الله " . ثم رجع إلى مكانه من الخطبة .
ذكر اجتماع الخوارج بعد الحكمين وتوليتهم أمرهم عبد الله بن وهب وخروجهم عن الكوفة ، وانضمام خوارج البصرة إليهم ، وما كاتبهم علي به وجوابهم وغير ذلك
قال : ولما كان من أمر الحكمين ما ذكرناه ، لقي بعض الخوارج بعضاً واجتمعوا في منزل عبد الله بن وهب الراسبي ، فخطبهم ، فزهدهم في الدنيا ، وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم قال اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور الجبال أو بعض هذه المدائن منكرين لهذه البدع المضلة ، فقال حرقوص بن زهير : " إن المتاع بهذه الدنيا قليل ، وإن الفراق لها وشيك ، فلا تدعونكم زينتها وبهجتها إلى المقام بها ، ولا تلفتنكم عن طلب الحق وإنكار الظلم ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " وقال حمزة بن سنان الأسدي : " يا قوم ، إن الرأي ما رأيتم فولوا أمركم رجلا منكم ، فإنه لا بد لكم من عماد وسناد ورايةٍ تحفون بها ، وترجعون إليها " فعرضوها على زيد بن حصين الطائي فأبى ، وعرضوها على حرقوص فأبى ، وعلى حمزة بن سنان وشريح ابن أوفى العبسي فأبيا ، وعرضوها على عبد الله بن وهب فقال :