كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 112 """"""
الإسلام " ؟ فقال له : " ذلك ما قال لك " . فقال له زياد : ففيم قتلت ذلك الرجل المسلم ؟ قال : ما أنا قتلته إنما قتله طائفة من أصحابي . وقال فادفعهم إلينا . قال : ما إلى ذلك سبيل . فدعا زياد أصحابه ، ودعا الخريت أصحابه ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فتطاعنوا بالرماح حتى لم يبق رمح ، وتضاربوا بالسيوف ، حتى انحنت ، وعقرت عامة خيولهم ، وكثرت الجراحة فيهم ، وقتل من أصحاب زياد رجلان ، ومن أولئك خمسة ، وجاء الليل فحجز بينهم ، وقد كره بعضهم بعضا ، وجرح زياد . فسار الخريت من الليل ، وسار زياد إلى البصرة .
وأتاهم خبر الخريت أنه أتى الأهوز فنزل بجانب منها ، وتلاحق به ناس من أصحابه فصاروا نحم مائتين ، وكتب زياد إلى علي رضي الله عنه بخبرهم ، وأنه مقيم يداوي الجرحى وينتظر أمره . فلما قرأ علي كتابه قام معقل بن قيس فقال : " يا أمير المؤمنين ، كان ينبغي أن يكون مع من يطلب هؤلاء مكان كل واحد عشرة ، فإذا لحقوهم استأصلوهم وقطعوا دابرهم ، فأما أن يلقاهم عددهم فلعمري ليصبرن لهم ، فإن العدة تصبر للعدة " . فقال على تجهز يا معقل إليهم ، وندب معه ألفين من أهل الكوفة منهم يزيد بن معقل الأزدي وكتب علي إلى ابن عباس يأمره أن يبعث من أهل البصرة رجلاً شجاعاً معروفاً بالصلاح في ألفي رجل إلى معقل ، وهو أمير أصحابه حتى يأتي معقلا ، فإذا لقيه كان معقل الأمير ، وكتب زياد بن خصفة يشكره ويأمره بالعود .
قال : واجتمع عل الخريت علوج كثير من أهل الأهوز أرادوا كسر الخراج ، ولصوص وطائفة أخرى من العرب ترى رأيه ، وطمع أهل الخراج في كسره ، فكسروه ، وأخرجوا سهل بن حنيف من فارس وكان عاملاً لعلي في قول من يزعم أنه لم يمت في سنة سبع وثلاثين . فقال ابن عباس لعلي : أنا أكفيك فارس بزياد ، يعني ابن أبيه ، فأمره بإرساله إليها ، فأرسله في جمع كثير ، فوطىء بلاد فارس ، فأدوا الخراج واستقاموا .

الصفحة 112