كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 116 """"""
ذكر ما اتفق في مدة خلافته رضي الله عنه
خلاف ما قدمنا ذكره على حكم السنين مما هو متعلق به خاصة ، خلاف ما هو مختص بمعاوية فإنا نذكره في أخباره إن شاء الله تعالى
سنة ست وثلاثين
ذكر ولاية قيس بن سعد مصر
وما كان بينه وبين معاوية من المكاتبة وما أشاعه معاوية عنه حتى عزله علي رضي الله عنه عن مصر واستعمل محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما .
قال : وفي سنة ست وثلاثين في ثالث صفر بعث علي رضي الله عنه قيس بن سعد بن عبادة أميراً على مصر ، وقال له : " سر إلى مصر قد وليتكها واخرج إلى رحلك ، واجمع إليك ثقاتك ومن أحببت أن يصبحك حتى تأتيها ومعك جند ؛ فإن ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك ، وأحسن إلى المحسن ، واشدد على المريب ، وارفق بالعامة والخاصة ، فإن الرفق يمن " . فقال له قيس : " أما قولك أخرج إليها بجند فوالله لئن لم أدخلها إلا بجند آتيها به من المدينة لا أدخلها أبداً ، فأنا فأنا أدع ذلك الجند لك ، فإن كنت احتجت إليهم كانوا قريباً منك وإن أردت أن تبعثهم إلى وجه من وجوهك كانوا عدة " .
وخرج قيس حتى دخل مصر في سبعة من أصحابه كما ذكرنا ذلك . ولما قدم صعد المنبر وجلس عليه ، وأمر بكتاب علي رضي الله عنه فقريء على أهل مصر بإمارته عليهم ، ويأمرهم بمتابعته ومساعدته وإعانته على الحق . ثم قام قيس فقال : " الحمد لله الذي جاء بالحق ، وأمات الباطل وكبت الظالمين ، أيها الناس : إنا قد بايعنا خير من نعلم بعد نبينا ، فقوموا أيها الناس فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله رضي الله عنه ، فإن نحن لم نعمل لكم بذلك فلا بيعة لنا عليكم " . فقام الناس فبايعوه .
واستقامت مصر ، وبعث عليها عماله إلا قرية يقال لها خربتا فيها ناس قد أعظموا قتل عثمان ، عليهم رجل من بني كنانة ثم من بني مدلج اسمه يزيد بن الحارث . وكان مسلمة بن مخلد أيضاً قد أظهر الطلب بدم عثمان ، فأرسل إليه قيس " :