كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 120 """"""
.
وفيها مات سلمان الفارسي في قول بعضهم ، وكان عمره مائتين وخمسين سنة هذا أقل ما قيل فيه ، وقيل : ثلاثمائة وخمسين سنة ، وكان قد أدرك بعض أصحاب المسيح عليه الصلاة والسلام . وفيها استعمل علي رضي الله عنه على الري يزيد بن حجية التيمي تيم اللات فكسر من خراجها ثلاثين ألفاً ، فكتب إليه علي يستدعيه ، فحضر فسأله عن المال ، وقال : أين ما غللته من المال ؟ فقال : ما أخذت شيئاً ، فخفقه بالدرة خفقات وحبسه ، فوكل له سعدا مولاه فهرب منه يريد الشام ، فسوغه معاوية المال ، فكان ينال من علي ، وبقي بالشام إلى أن اجتمع الأمر لمعاوية ، فسار معه إلى العراق فولاه الري . وقيل : إنه شهد مع علي الجمل وصفين والنهروان ، ثم ولاه بعد ذلك الري وهو الصحيح .
سنة سبع وثلاثين
فيها بعث علي رضي الله عنه جعدة بن هبيرة المخزومي إلى خراسان بعد عودته من صفين ، فانتهى إلى نيسابور ، وقد كفروا وامتنعوا فرجع إلى علي ، فبعث خليد بن قرة اليربوعي ، فحاصر أهلها حتى صالحوه وصالحه أهل مرو .
سنة ثمان وثلاثين
في هذه السنة ملك عمرو بن العاص مصر ، وقتل محمد بن أبي بكر على ما نذكر ذلك عن شاء الله تعالى في أخبار معاوية .
ذكر خبر عبد الله بن الحضرمي حين بعثه معاوية إلى البصرة وما كان من أمره إلى أن قتل
وفي هذه السنة بعد مقتل محمد بن أبي بكر بعث معاوية عبد الله ابن عمرو الحضرمي إلى البصرة ، وقال له : إن جل أهلها يرون رأينا في عثمان ، وقد قتلوا في الطلب بدمه ، فهم لذلك حنقون يودون أن يأتيهم من يجمعهم ، وينهض بهم في الطلب بثأرهم ودم إمامهم ، فانزل في مصر وتودد للأزد فإنهم كلهم معك ، وادع ربيعة فلن ينحرف عنك أحد سواهم ، لأنهم ترابية كلهم وأحذرهم .