كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 121 """"""
فسار ابن الحضرمي حتى قدم البصرة ، وكان ابن عباس قد خرج إلى علي بالكوفة ، واستخلف زياد ابن أبيه على البصرة ، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم ، فأتاه العثمانية وحضره غيرهم ، فخطبهم وقال : " إن إمامكم إمام الهدى قتل مظلوما ، قتله علي فطلبتم بدمه ، فجزاكم الله خيرا " .
فقام الضحاك بن قيس الهلالي وكان عل شرطة ابن عباس فقال : قبح الله ما جئتنا به ، وما تدعونا إليه ، وسبه ، وذكر فضل علي رضي الله عنه ، .
فقال عبد الله بن خازم السلمي للضحاك : اسكت ، فلست بأهل أن تتكلم ، ثم أقبل على ابن الحضرمي فقال : نحن أنصارك ويدك ، والقول قولك ، اقرأ كتابك . فأخرج كتاب معاوية إليهم يذكرهم فيه آثار عثمان ، ويدعوهم إلى الطلب بدمه ، ويضمن أنه يعمل فيهم بالسنة ، ويعطيهم عطاءين في كل سنة .
فلما فرغ من قراءته قام الأحنف ، فقال : لا ناقتي في هذا ولا جملي . واعتزل القوم . وقام عمرو بن مرجوم العبدي فقال : أيها الناس ، الزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا تنكثوا بيعتكم فتقع بكم الواقعة .
وكان العباس بن صحار العيدي مخالفاً لقومه في حب علي ، فقام وقال : لننصرنك بأيدينا وألسنتنا . فقال له المثنى بن مخربة العبدي : والله لئن لم ترجع إلى المكان الذي جئتنا منه لنجاهدنك بأسيافنا ورماحنا ، ولا يغرنك هذا الذي تكلم . يعني ابن صحار .
فقال ابن الحضرمي لصبرة بن شيمان : أنت ناب من أنياب العرب فانصرني . فقال : لو نزلت في داري لنصرتك .
فلما رأى زياد ذلك خاف ، فاستدعى حضين بن المنذر ومالك ابن مسمع ، وقال : أنتم يا معشر بكر بن وائل أنصار أمير المؤمنين وثقاته ، وقد كان من ابن الحضرمي ما ترون ، وأتاه من أتاه ، فامنعوني حتى يأتي أمر أمير المؤمنين " . فقال

الصفحة 121