كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 122 """"""
حضين بن المنذر : نعم . وقال مالك - وكان يميل إلى بني أمية - . هذا أمر لي فيه شركاء أستشير فيه وأنظر .
فلما رأى زياد تثاقل مالك أرسل إلى صبرة بن شيمان الحداني الأزدي يطلب أن يجيره وبيت مال المسلمين ، فقال : إن حملته إلى داري أجرتكما ، فنقله إلى داره بالحدان ونقل المنبر ، فكان يصلي الجمعة بمسجد الحدان .
وكتب زياد إلى علي رضي الله عنه بالخبر ، فأرسل إليه أعين ابن ضبييعة المجاشعي ثم التميمي ، ليفرق قومه عن ابن الحضرمي ، فإن امتنعوا قاتل بمن أطاعه من عصاه ، وكتب إلى زياد يعلمه ذلك .
فقدم أعين فأتى زيادا فنزل عنده ، وجمع رجالاً وأتى قومه ، ونهض إلى ابن الحضرمي ومن معه فدعاهم فشتموه ، ووافقهم نهاره ، ثم انصرف عنهم ، فدخل عليه قوم ، قيل : إنهم من الخوارج ، وقيل : وضعهم ابن الحضرمي على قتله ، فقتلوه غيلة ، فلما قتل أعين أراد زياد قتالهم ، فأرسلت تميم إلى الأزد : إنا لم نتعرض لجاركم فما تريدون إلى جارنا ؟ فكرهت الأزد قتالهم ، وقالوا إن عرضوا لجارنا منعناه .
وكتب زياد إلى علي بخبر أعين وقتله ، فأرسل علي جارية بن قدامة السعدي وهو من بني سعد من تميم ، وبعث معه خمسين رجلاً من تميم ، وقيل : خمسمائة رجل ، وكتب إلى زياد يأمره بمعونته والإشارة عليه .
فقدم جارية البصرة ، فحذره زياد ما أصاب أعين ، فقام جارية في الأزد وجزاهم خيرا ، وقال : عرفتم الحق إذ جهله غيركم . وقرأ كتاب علي إلى أهل البصرة يوبخهم ويتهددهم ويعنفهم ويتوعدهم بالمسير إليهم والإيقاع بهم وقعة تكون وقعة الجمل عندها هباءً . فقال صبرة ابن شيمان : سمعاً لأمير المؤمنين وطاعة : نحن حرب لمن حاربه ، وسلم لمن سالمه . وصار جارية إلى قومه فقرأ عليهم كتاب علي رضي الله عنه ووعدهم ، فأجابه أكثرهم .
فسار إلى الحضرمي ومعه الأزد ومن تبعه من قومه ، وعلى خيل ابن الحضرمي عبد الله بن حازم السلمي ، فاقتتلوا ساعة ، وأقبل شريك ابن الأعور فصار مع