كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 123 """"""
جارية ، فانهزم ابن الحضرمي فتحصن بقصر سنبيل ومعه ابن حازم ، فأتته أمه عجلى وكانت حبشية ، فأمرته بالنزول فأبى ، فقالت : والله لتنزلن أو لأنزعن ثيابي ، فنزل ونجا ، وأحرق جارية القصر بمن فيه ، فهلك ابن الحضرمي وسبعون رجلاً منهم معه ، وعاد زياد إلى القصر .
قال وكان قصر سنبيل لفارس وصار لسنبيل السعدي ، وحوله خندق . وكان فيمن احترق دراع بن بدر أخو حارثة بن بدر ، فقال عمرو بن العرندس :
رددنا زياداً إلى داره . . . وجار تميمٍ دخاناً ذهب
لحا الله قوماً شووا جارهم . . . ولم يدفعوا عنه حرّ اللهب
وقال جرير :
غدرتم بالزّبير فما وفيتم . . . وفاء الأزد إذ منعوا زيادا
فأصبح جارهم بنجاة عزٍّ . . . وجار مجاشعٍ أمسى رمادا
فلو عاقدت حبل أبي سعيدٍ . . . لذاذ القوم ما حمل النّجادا
وأدنى الخيل من رهج المنايا . . . وأغشاها إلا سنّة والصّعادا
قال : وحج بالناس في هذه السنة قثم بن العباس من قبل علي رضي الله عنهم .
سنة تسع وثلاثين
في هذه السنة بث معاوية سراياه في بلاد علي رضي الله عنه ، فكان من خبرهم ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبار معاوية .