كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 125 """"""
وكتب إلى ابن عباس في ذلك ، فكتب إليه ابن عباس : " أما بعد فإن الذي بلغك باطل ، وإني لما تحت يدي ضابط ، وله حافظ ، فلا تصدق الظنين والسلام . فكتب إليه علي : أما بعد ، فأعلمني ما أخذت من الجزية ، ومن أين أخذت ، وفيما وضعت " .
فكتب إليه ابن عباس : " أما بعد ، فقد فهمت تعظيمك مرزأة ما بلغك أني رزأته من أهل هذه البلاد ، فابعث إلى عملك من أحببت فإني ظاعن عنه والسلام " .
استدعى أخواله بني هلال بن عامر ، فاجتمعت معه قيس كلها ، فحمل مالاً وقال : هذه أرزاقنا اجتمعت ، فتبعه أهل البصرة ، فلحقوه بالطف يريدون أخذ المال فقال قيس : والله لا يوصل إليه وفينا عين تطرف . فقال صبرة بن شيمان الحداني : " يا معشر الأزد إن قيساً إخواننا وجيراننا وأعواننا على العدو ، وإن الذي يصيبكم من هذا المال القليل ، وهم لكم خير من المال " . فأطاعوه ، فانصرفوا وانصرف معهم بكر وعبد القيس . . وقاتلهم بنو تميم فنهاهم الأحنف ، فلم يسمعوا منه ، فاعتزلهم ، وقاتلهم بنو تميم فحجز الناس بينهم . . ومضى ابن عباس إلى مكة المشرفة .
وقيل بل أقام بالبصرة إلى أيام الحسن - رضي الله عنه وأرضاه ، وشهد صلح الحسن ومعاوية .
والأول أصح ، والذي شهد الصلح عبيد الله بن عباس .
ذكر مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشيء من سيرته
كان مقتله في شهر رمضان سنة أربعين ليلة الجمعة . قيل : لسبع عشر ليلة خلت منه ، وقيل : لإحدى عشرة ليلة . وقيل : في شهر ربيع الآخر . والأول أصح .
وقاتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي ثم التجوبي ، وأصله من حمير ، ولم يختلفوا في أنه حليفٌ لمراد ، وعداده فيهم .