كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 126 """"""
وكان سبب قتله أن عبد الرحمن هذا ، والبرك بن عبد الله التميمي الصريمي واسمه الحجاج ، وعمرو بن بكر التميمي السعدي وهم من الخوارج ، اجتمعوا فتذاكرو أمر الناس ، وعابوا ولاتهم ، ثم ذكروا أهل النهروان ، وقالوا : " ما نصنع بالبقاء بعدهم ؟ فلو شرينا نفوسنا ، وقتلنا أئمة الضلالة ، وأرحنا منهم البلاد " . فقال ابن ملجم : أنا أكفيكم علياً . وقال البرك : أنا أكفيكم معاوية وقال عمرو بن بكر : أنا أكفيكم عمرو بن العاص . فتعاهدوا على ذلك ، وسموا سيوفهم واتعدوا لسبع عشرة من رمضان ، وقصد كل منهم الجهة التي يريدها .
فأما البرك بن عبد الله فإنه توجه إلى معاوية ، فلما خرج للصلاة ضربه بالسيف فوقع في إليته ، وأخذ فقتل . وقيل : لم يقتله وإنما قطع يده ورجله . وبعث معاوية إلى الساعدي ، وكان طبيباً ، فقال له : " اختر إما أن أحمي حديدة فأضعها موضع السيف ، وإما أن أسقيك شربة تقطع منك الولد " . فقال : " أما النار فلا صبر لي عليها ، وأما الولد ففي يزيد وعبد الله ما تقر به عيني . فسقاه شربة فبرئ ولم يولد له بعدها . وأما عمرو بن بكر - فإنه جلس لعمرو بن العاص في تلك الليلة ، فما خرج لشكاية نالته في بطنه ، فأمر خارجة ابن حبيبة - وكان صاحب شرطته - أن يصلي بالناس ، فخرج ليصلي ، فشد عليه وهو يرى أنه عمرو بن العاص فقتله . فأتى به إلى عمرو فقال : من هذا ؟ . قالوا : عمرو . قال ومن قتلت ؟ قالوا : خارجة . قال : أما والله ما ظننته غيرك . فقال : أردتني وأراد الله خارجة ؛ وقتله عمرو . هكذا نقل ابن الأثير في تاريخه الكامل في هذه الواقعة في القاتل وقال أبو عمر بن عبد البر : إن القاتل اسمه زادويه رجل من بني العنبر بن عمرو بن تميم ، قال وقيل : مولى لبني العنبر . وفي المقتول إنه خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ، وأمه فاطمة بن عمرو بن بجرة العدوية . وقال في ترجمته : كان أحد فرسان قريش ، يقال : إنه كان يعدل بألف فارس ، قال : وذكر بعض أهل النسب والأخبار أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر ليمده بثلاثة آلاف فارس ، فأمده بالزبير بن العوام ، والمقداد بن الأسود ، وخارجة بن حذافة هذا ، وقال : إنه لما قتل وأدخل القاتل على عمرو فقال : من هذا الذي تدخلوني عليه ؟ فقالوا : عمرو بن العاص ، فقال : ومن قتلته ؟ قيل :

الصفحة 126