كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 127 """"""
خارجة ، فقال : أردت عمراً وأراد الله خارجة ، وقيل : إن ذلك من كلام عمرو كما تقدم . وفي ذلك يقول عبد الجيد بن عبدون :
وليتها إذ فدت عمراً بخارجةٍ . . . فدت علياً بمن شاءت من البشر
وأما عبد الرحمن بن ملجم - لعنه الله تعالى آمين - فإنه أتى الكوفة واشترى سيفاً بألف ، وسقاه السم حتى لقطه ، وكان في خلال ذلك يأتي علياً رضي الله عنه فيسأله فيعطيه ، ويستحمله فيحمله ، إلى أن وقعت عينه على قطام بنت علقمة ، وهي تيم الرباب ، وقيل هي من بني عجل بن لجيم ، وكانت ترى رأي الخوارج ، وكان علي قد قتل أباها وإخوتها بالنهروان ، وكانت امرأة رائعة جميلة ، فأعجبته وأخذت بمجامع قلبه ، فخطبها ، فقال : لقد آليت أن لا أتزوج إلا على مهر لا أريد سواه . فقال : وما هو ؟ فقالت : ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب . فقال : " والله لقد قصدت لقتل علي بن أبي طالب والفتك به ، وما أقدمني إلى هذا المصر غير ذلك ، ولكني لما رأيتك آثرت تزويجك " . فقالت : ليس إلا الذي قلت . فقال لها : " وما يعنيك أو يعنيني منك قتل علي ؟ وأنا أعلم أني إن قتلته لم أفت " . فقالت : " إن قتلته ونجوت فهو الذي أردت ، تبلغ شفاء نفسي ويهنيك العيش معي ، وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها " . فقال لها : لك ما اشترطت ففي ذلك يقول ابن ملجم :
ثلاثة آلا وعبدٌ وقيّنةٌ . . . وضرب عليٍّ بالحسام المصمّم
فلا مهر أغلى من عليٍّ وإن غلا . . . ولا فتك إلاّ دون فتك ابن ملجم
وقد رويت هذه لغيره ، وأوولها :
فلم أر مهراً ساقه ذو سماحة . . . كمهر قطام من فصيح وأعجم
وقالت قطام له : إني سألتمس لك من يشد ظهرك . فبعثت إلى ابن عم لها يدعى وردان بن مجالد ، فأجابها .
ولقي ابن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فقال له : يا شبيب هل لك في شرف