كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 129 """"""
وقيل : إنه قال لهم : " النفس بالنفس ، إن هلكت فاقتلوه وإن بقيت رأيت فيه رأيي ، يا بني عبد المطلب لا ألفيتكم تخوضون دماء المسلمين ، تقولون : قتل أمير المؤمنين ، ألا لا يقتلن إلا قاتلي " . وأتت أم كلثوم ابنة علي رضي الله عنهما إلى ابن ملجم وهو مكتوف فقالت : " أي عدو الله ، إنه لا بأس على أبي ، والله مخزيك " . قال : فعلى من تبكين ؟ والله لقد شريته بألف وسممته بألف ، ولو كانت الضربة بأهل مصر ما بقي منهم أحد .
قال : ثم أوصى علي رضي الله عنه أولاده بتقوى الله ، ولم ينطق إلا بقول " لا إله إلا الله " حتى مات رضي الله عنه وأرضاه .
روي عن صهيب أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعلي رضي الله عنه : من أشقى الأولين ؟ : قال : الذي عقر الناقة . قال : فمن أشقى الآخرين ؟ قال ؟ لا أدري . قال : " الذي يضربك على هذا " يعني يافوخه ، " فيخضب هذه " يعني لحيته .
وعن ثعلبة الجماني قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه يعني لحيته من دم هذا يعني رأسه .
وروى النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى تخضب هذه ، يعني لحيته .
وعن ابن سيرين عن عبيدة قال : كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا رأى ابن ملجم قال :
أريد حياته ويريد قتلي . . . عذيرك من خليلك من مراد