كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 130 """"""
وكان علي رضي الله عنه كثيراً ما يقول : ما يمنع أشقاها - أو ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من دم هذا - ويشير إلى لحيته ورأسه - خضاب دمٍ لا خضاب عطر ولا عبير ؟ .
وروى عمرو بن شبة عن أبي عاصم النبيل وموسى بن إسماعيل عن سكين بن عبد العزيز العبدي ، أنه سمع أباه يقول : جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل عليا فحمله ، ثم قال :
أريد حياته ويريد قتلي . . . عذيرك من خليلك من مراد
أما إن هذا قاتلي . قيل : فما يمنعك منه ؟ قال : إنه لم يقتلني بعد .
وأتى علي رضي الله عنه فقيل له : ابن ملجم يسم سيفه ، ويقول إنه سيفتك بك فتكةً يتحدث بها العرب . فبعث إليه فقال له : لم تسم سيفك ؟ قال لعدوي وعدوك . فخلى عنه .
وفي كلام علي رضي الله عنه يقول بكر بن حماد :
وهزّ عليٌّ بالعراقين لحيةً . . . مصيبتها حلّت على كلّ مسلم
فقال : سيأتيها من الله حادث . . . ويخضبها أشقى البريّة بالدّم
فباكره بالسيف شلّت يمينه . . . لشؤم قطام عند ذاك ابن ملجم
فيا ضربةً من خاسرٍ ضلّ سعيه . . . تبوّأ منها مقعداً في جهنّم
ففاز أمي المؤمنين بحظّه . . . وإن طرقت فيه الخطوب بمعظم
ألا إنّما الدنيا بلاءٌ وفتنةٌ . . . حلاوتها شيبت بصابٍ وعلقم
وحكي عن عثمان بن المغيرة قال : لما دخل رمضان ، كان علي رضي الله عنه يتعشى ليلة عند الحسن رضي الله عنه ، وليلةً عند الحسين ، وليلةً عند ابن