كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 131 """"""
جعفر رضي الله عنهم ، لا يزيد على ثلاث لقم ، ثم يقول رضي الله عنه : يأتيني أمر الله وأنا خميص ، وإنما هي ليلة أو ليلتان ، فلم يمض قليل حتى قتل .
وقال الحسن ابن كثير عن أبيه قال : خرج علي رضي الله عنه من الفجر ، فأقبل الإوز يصحن في وجهه ، فطردوهن عنه ، فقال : ذروهن فإنهن نوائح ، فضربه ابن ملجم في ليلته . وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما يوم قتل علي : خرجت البارحة وأبي يصلي في مسجد داره ، وقال لي : " يا بني إني بت أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر فملكتني عيناي فنمت ، فسنح لي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقلت : يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد ، فقال لي : ادع عليهم ، فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم وأبدلهم بي من هو شرٌ مني " فجاء ابن النباح فآذنه بالصلاة فخرج ، وخرجت خلفه ، فضربه ابن ملجم فقتله .
وروى أبو عمر ابن عبد البر بسنده إلى عبد الله ابن مالك قال : جمع الأطباء لعلي رضي الله عنه يوم جرح ، وكان أبصرهم بالطب أثير بن عمر السكوني ، وكان يقال له : أثير بن عمريا ، وكان صاحب كسرى يتطبب له ، وهو الذي ينسب إليه صحراء أثير ، فأخذ أثير رئة شاة حارة ، فتتبع عرقاً منها فاستخرجه فأدخله في جراحة علي ، ثم نفخ العرق فاستخرجه فإذا عليه بياض دماغ ، وإذا لضربة قد وصلت إلى أم رأسه ، فقال : يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت .
وفي ضربة ابن ملجم يقول عمران بن حطان الخارجي يمدح ابن ملجم :
لله درّ المرادي الذي سفكت . . . كفّاه مهجة شرّ الخلق إنسانا
أمسى عشيّة غشّاه بضربته . . . ممّا جناه من الآثام عريانا
يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها . . . إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره حيناً فأحسبه . . . أوفى البريّة عند الله ميزانا