كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 132 """"""
فقال بكر بن حماد التاهرتي معارضاً له :
قل لابن ملجم والأقدار غالبةٌ . . . هدمت ويحك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدمٍ . . . وأوّل الناس إسلاماً وإيمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما . . . سنّ الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النبيّ ومولاه وناصره . . . أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
وكان منه على رغم الحسود له . . . مكان هارون من موسى بن عمران
وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً . . . ليس إذا لقي الأقران أقرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدرٌ . . . فقلت : سبحان ربّ الناس سبحانا
إنّي لأحسبه ما كان من بشرٍ . . . يخشى المعاد ولكن كان شيطانا
أشقى مرادٍ إذا عدّت قبائلها . . . وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبت . . . على ثمود بأرض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها . . . قبل المنيّة أزماناً فأزمانا
فلا عفا الله عنه ما تحمّله . . . ولا سقى قبل عمران بن حطّانا
لقوله في شقيٍ ظلّ مجترماً . . . ونال ما ناله ظلماً وعدوانا :
" يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها . . . إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا "
بل ضربةٌ من غويٍّ أوردته لظىً . . . فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنّه لم يرد قصداً بضربته . . . إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا
وقالت أم الهيثم بنت العريان النخعية ، ومنهم من يرويها لأبي الأسود الدؤلي :
ألا يا عين ويحك أسعدينا . . . ألا تبكي أمير المؤمنينا