كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 133 """"""
تبكي أمّ كلثومٍ عليه . . . بعبرتها فقد رأت اليقينا
ألا قل للخوارج حيث كانوا . . . فلا قرّت عيون الشامتينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا . . . بخير النّاس ضرّاً أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا . . . وذلّلها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها . . . ومن قرأ المثاني والمبينا
وكلّ مناقب الخيرات فيه . . . وحب ّرسول ربّ العالمينا
لقد علمت قريشٌ حين كانت . . . بأنّك خيرهم حسباً ودينا
إذا استقبلت وجه أبي تراب . . . رأيت البدر فوق الناظرينا
وكنّا قبل مقتله بخيرٍ . . . ترى مولى رسول الله فينا
يقيم الحقّ لا يرتاب فيه . . . ويعدل في العدا والأقربينا
وليس بكاتمٍ علماً لدينا . . . ولم يخلق من المتجبّرينا كأنّ النّاس إذ فقدوا عليّاً . . . نعامٌ حار في بلدٍ سنينا
فلا تشمت معاوية بن صخرٍ . . . فإنّ بقية الخلفاء فينا
قال ولما مات عليٌ رضي الله عنه غسله ابناه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر ، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ، وصلى عليه ابنه الحسن وكبر سبع تكبيرات .
قال : ولما قبض رضي الله عنه بعث الحسن رضي الله عنه إلى ابن ملجم فأحضره ، فقال للحسن : " هل لك في خصلة ؟ إني والله أعطيت الله عهداً أن لا أعاهد عهداً إلا وفيت به ، وإني عاهدت الله عند الحطيم أن أقتل علياً ومعاوية أو أموت دونهما ، فإن شئت خليت بيني وبينه ، ولك عهد الله على أني إن لم أقتله أو قتلته ثم بقيت أن آتيك حتى أضع يدي في يدك " . فقال له الحسن : لا والله . ثم قدمه فقتله ، فأخذه الناس فأدرجوه في بواري وحرقوه بالنار .

الصفحة 133