كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 134 """"""
واختلف في موضع قبر علي رضي الله عنه ، فقيل : دفن في قصر الإمارة بالكوفة ، وقيل : في رحبة الكوفة ، وقيل : دفن بنجف الحيرة في موضع بطريق الحيرة ، وقيل : عند مسجد الجماعة ، وقال الواقدي : دفن ليلاً وأخفي قبره .
وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ، وقيل : أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام ، وقيل : وثلاثة أيام ، وقيل : وأربعة عشر يوماً .
وكان عمره ثلاثاً وستين سنة ، وقيل : خمساً وستين ، وقيل : تسعاً وخمسين ، والأول أصح .
وأما سيرته رضي الله عنه في خلافته فقد تقدم من فضائله ما قدمناه في صدر هذا الفصل .
وكان من سيرته رضي الله عنه أنه يسير في الفيء بسيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في القسم ، وإذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئاً إلا قسمه ، ولا يترك في بيت المال إلا ما يعجز عن قسمته في يومه ذلك ، ويقول : يا دنيا غري غيري ، ولم يكن يستأثر من الفيء بشيء ، ولا يخص به حميماً ولا قريباً .
وروى أبو عمر بسنده إلى مجمع التميمي أن علياً رضي الله عنه قسم ما في بيت المال بين المسلمين ، ثم أمر به فكنس ، ثم صلى فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة .
وبسنده إلى سفيان بن عاصم بن كليب عن أبيه قال : قدم على علي المال من أصبهان ، فقسمه سبعة أسباع ، ووجد فيه رغيفاً فقسمه سبع كسر ، وجعل على كل جزء كسرة ، ثم أقرع بينهم : أيهم يعطي أولاً .
وعن معاذ بن العلاء عن أبيه عن جده قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : ما أصبت فيكم إلا هذه القارورة أهداها إلى الدهقان ، ثم نزل إلى بيت المال ففرق كل ما فيه ، ثم جعل يقول :
أفلح من كانت له قوسره . . . يأكل منها كلّ يومٍ تمره

الصفحة 134