كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 143 """"""
والحسن رضي الله عنه آخر الخلفاء حقيقة ، لقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " الخلافة ثلاثون ثم تكون ملكاً وملوكاً " فكانت هذه المدة من خلافة أبي بكر رضي الله عنه وإلى آخر أيام الحسن .
ولم يزل الحسن رضي الله عنه مقيماً بالمدينة إلى أن مات على ما نذكره إن شاء الله في حوادث سنة تسع وأربعين .
وحيث ذكرنا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، وذكرنا أخبار من مات أو استشهد من العشرة ، أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في أثناء أخبار الخلفاء ، فلنصل هذا الباب بذكر من بقي من العشرة ، وهما : سعد بن أبي وقاص وسعيد بت زيد ، ليكمل عدة العشرة في هذا الباب ، وإن كانت وفاتهما في غير أيام الخلفاء .
ذكر أخبار سعد بن أبي وقاص ووفاته رضي الله عنه
هو أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص ، واسم أبي وقاص مالك ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري .
كان رضي الله عنه سابع سبعة في الإسلام ، أسلم بعد ستة ، وهو ابن تسع عشرة سنة .
وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالجنة ، وأحد الستة الذين جعل عمر رضي الله عنه الشورى فيهم ، وأخبر أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مات وهو عنهم راضٍ .
وكان رضي الله عنه مجاب الدعوة مشهوراً بذلك ، تخاف دعوته وترجى لاشتهار إجابتها ، وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال فيه : " اللهم سدد سهمه وأجب دعوته " .
وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله ، وذلك في سرية عبيدة بن الحارث ، وقد تقدم ذكره في السيرة النبوية في الغزوات والسرايا .

الصفحة 143