كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 144 """"""
وجمع رسول الله عليه الصلاة والسلام له بين أبويه في قوله ( صلى الله عليه وسلم ) " ارم فداك أبي وأمي " ولم يقل ذلك إلا له وللزبير بن العوام .
وكان أحد الفرسان الشجعان من قريش ، وهو الذي كوف الكوفة ونفى الأعاجم وتولى قتال الفرس كما تقدم ذكر ذلك في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وكان أميراً على الكوفة ، فشكاه أهلها ورموه بالباطل ، فدعا على الذي واجهه بالكذب دعوة ظهرت إجابته فيها .
ولما جعله عمر بن الخطاب في أصحاب الشورى قال : إن وليها سعد فذاك وإلا فليستعن به الوالي فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة .
وكلمه ابنه عمر بن سعد أن يدعو لنفسه بعد مقتل عثمان فأبى . وكان رضي الله عنه ممن لزم بيته وقعد في الفتنة ، وأمر أهله أن لا يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام ، فطمع معاوية فيه وفي عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة ، فكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان ، ويقول لهم إنهم لا يكفرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك ، وقال : إن قاتله وخاذله سواء ، في نثر ونظم كتب به إليهم ، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك ، وينكر عليه مقالته ، ويعرفه أنه ليس بأهلٍ لما يطلبه ، وكان في جواب سعد :
معاوي داؤك الداء العياء . . . وليس بما تجيء به دواء
أيدعوني أبو حسن عليٌّ . . . فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له اعطني سيفاً قصيراً . . . تماز به العداوة والولاء
فإنّ الشرّ أصغره كبيرٌ . . . وإنّ الظّهر مثقله الدّماء
أتطمع في الذي أعيا عليّاً . . . على ما قد طمعت به العفاء
ليومٌ منه خيرٌ منك حيّا . . . وميتاً أنت للمرء الفداء
وأما أمر عثمانٍ فدعه . . . فإنّ الرّأي أذهبه البلاء