كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 147 """"""
الباب الثالث من القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الدولة الأموية
معاوية بن أبي سفيان أول من ملك من ملوك هذه الدولة معاوية بن أبي سفيان ، هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، يجتمع نسبه ونسب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في عبد مناف بن قصي .
وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف .
ولي معاوية دمشق عاملاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، في سنة ثماني عشرة كما ذكرنا ذلك في خلافة عمر ، وأقام بقية أيام عمر وأيام عثمان بن عفان رضي الله عنهما بكمالها إلى أن قتل .
فلما بويع علي رضي الله عنه امتنع من مبايعته ، وكان بينهما من الحروب ما ذكرناه في خلافة علي . وسلم عليه بالإمارة بعد اجتماع الحكمين في سنة سبع وثلاثين ، وبويع له بعد وفاة علي رضي الله عنه في ذي الحجة سنة أربعين ببيت المقدس ، قاله أبو بشر الدولابي رحمة الله عليه ، ثم بويع له البيعة العامة بالكوفة بعد أن خلص له الأمر وتسلمه من الحسن بن علي رضي الله عنهما ، على ما تقدم ، في سنة إحدى وأربعين ، في شهر ربيع الأول لخمس بقين منه وقيل : في ربيع الآخر . وقيل : جمادى الأولى . .
ولنبدأ من أخباره بما كان منها في خلافة علي رضي الله عنه ، مما لم نذكره هناك ثم نذكر من أخباره بعد أن خلص له الأمر ، فنبدأ هناك بما وقع في أيامه من الغزوات والفتوحات ، ثم نذكر أخبار الخوارج عليه ، ثم حوادث السنين خلاف ذلك على نحو ما قدمناه في أخبار غيره ، إن شاء الله تعالى .

الصفحة 147