كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 15 """"""
وأما عمارة فلما بلغ زبالة لقيه طليحة بن خويلد ، وكان قد خرج يطلب بثأر عثمان ، فقال له : ارجع فإن القوم لا يريدون بأميرهم بدلاً ، فإن أبيت ضربت عنقك . . . فرجع إلى علي .
وأما قيس بن سعد فإنه لما انتهى إلى أيلة لقيته خيل ، فقالوا : من أنت ؟ قال : قيس بن سعد . قالوا امض . فمضى حتى دخل مصر ، فافترق أهل مصر فرقاً : فرقةٌ دخلت في الجماعة فكانوا معه ، وفرقةٌ اعتزلت بخرنبا ، وقالوا : " إن قتل قتله عثمان فنحن معكم ، وإلا فنحن على جديلتنا حتى نحرك أو نصيب حاجتنا " ، وفرقةٌ قالت نحن مع علي ما لم يقد من إخواننا وهم في ذلك مع الجماعة . . . فكتب قيس إلى علي بذلك .
وأما عثمان بن حنيف فسار حتى دخل البصرة ، ولم يرده أحد ولا وجد لابن عامر في ذلك رأيا ولا استقلالاً بحرب ، وافترق الناس بها : ففرقة دخلت في الجماعة ، وفرقةٌ اتبعت القوم ، وقالت فرقة " ننظر ما يقول أهل المدينة فنصنع ما صنعوا " .
وأما عبيد الله بن عباس فانطلق إلى اليمن ، فخرج يعلى بن منية بعد أن جمع المال - ولحق بمكة ، وأنفق المال في حرب الجمل .

الصفحة 15