كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
شيخ يبكي تحت قميص عثمان ، وهو منصوبٌ لهم ، قد ألبسوه منبر دمشق " قال : " أمني يطلبون دم عثمان ؟ ألست موتوراً بترة عثمان ؟ اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان نجا - والله - قتلة عثمان إلا أن يشاء الله فإنه إذا أراد أمراً أصابه اخرج . " قال وأنا آمنٌ ؟ قال : وأنت آمن . فخرج العبسي ، فقالوا : " هذا الكلب رسول الكلب اقتلوه " فنادى : يا آل مضر . يا آل قيس ، الخيل والنبل ، وبالله أقسم ليردنها عليكم أربعة آلاف خصي فانظروا كم الفحول والركاب ؟ " وتعاووا عليه ، فمنعته مضر ، وجعلوا يقولون له : " اسكت " فيقول : " لا والله ، والله لا يفلح هؤلاء أبداً ، أتاهم ما يوعدون ، لقد حل بهم ما يحذرون ، انتهت والله أعمالهم وذهبت ريحهم .
قال وأظهر علي العزم على قتال معاوية ، وكتب إلى عماله أن ينتدبوا الناس إلى الشام .
ثم استأذنه طلحة والزبير في العمرة ، فأذن لهما .
ودعا على ابنه محمد ابن الحنفية ، فدفع إليه اللواء ، وولى عبد الله بن عباس ميمنته ، وعمرو ابن أبي سلمة - أو عمرو بن سفيان بن عبد الأسد - ميسرته ، وجعل أبا ليلى بن عمر بن الجراح ابن أخي أبي عبيدة على مقدمته ، واستخلف على المدينة قثم بن العباس .
ذكر ابتداء وقعة الجمل ومسير عائشة وطلحة والزبير ومن معهم إلى البصرة وما كان من الحرب إلى أن استقروا بها وإخراج عثمان بن حنيف عامل علي رضي الله عنه
كان ابتداء وقعة الجمل أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خرجت إلى الحج وعثمان محصورٌ - كما ذكرنا - فلما قضت الحج وعادت أتاها الخبر بقتله وخلافة علي ، وهي بسرف ، فرجعت إلى مكة وهي تقول : " قتل - والله - عثمان مظلوماً والله لأطلبن بدمه " وطلبت مكة ، فقصدت الحجر ، فسمرت فيه ، واجتمع الناس

الصفحة 17