كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 19 """"""
أصلح الله الأمر كان الذي أردنا ، وإلا دفعنا عن هذا الأمر بجهدنا ، حتى يقضي الله ما أراد " . فأجابتهم إلى ذلك . ودعوا عبد الله بن عمر ليسير معهم ، فأبى ، وقال : " أنا رجل من أهل المدينة ، أفعل ما يفعلون " . فتركوه . وكان أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مع عائشة على قصد المدينة ، فلما تغير رأيها إلى البصرة تركن ذلك . وأجابتها حفصة على المسير معها ، فمنعها أخوها عبد الله . وجهزهم يعلى بن منية بستمائة بعير ، وجهزهم ابن عامر بمال كثير . ونادى مناديها : " إن أم المؤمنين وطلحة والزبير شاخصون إلى البصرة ، فمن أراد إعزاز الإسلام وقتال المحلين والطلب بثأر عثمان وليس له مركب ولا جهاز فليأت " . فحملوا ستمائة على ستمائة بعير ، وساروا في ألف - وقيل في تسعمائة - من لأهل المدينة ومكة ، وتلاحقت بهم الناس ، فكانوا في ثلاثة آلاف رجل . وأعان يعلى بن منية الزبير بأربعمائة ألف ، وحمل سبعين من قريش ، وأعطى عائشة جملاً ، اسمه " عسكر " ، واشتراه بمائتي دينار ، وقيل : بثمانين دينارا ، وقيل : كان لرجل من عرينة ، فابتيع منه بمهرية وأربعمائة درهم أو ستمائة درهم .
وخرجت عائشة من مكة ومعها أمهات المؤمنين إلى ذات عرق فبكوا على الإسلام ، فلم ير يوم كان أكثر باكياً وباكيةٌ من ذلك اليوم ، وكان يسمى " يوم النحيب " . . .
وكتبت أم الفضل بنت الحارث أم عبد الله بن عباس إلى علي بالخبر .
ولما خرجت عائشة من مكة أذن مروان بن الحكم ، ثم جاء حتى وقف على طلحة والزبير فقال : على أيكم أسلم بالإمرة وأؤذن بالصلاة فقال عبد الله بن الزبير : على أبي عبد الله يعني أباه . وقال محمد ابن طلحة : على أبي محمد يعني أباه . فأرسلت

الصفحة 19