كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 20 """"""
عائشة إلى مروان فقالت : أتريد أن تفرق أمرنا ، ليصل بالناس ابن أختي تعني عبد اله بن الزبير . وقيل بل صلى بالناس عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد حتى قتل .
ولما انتهوا إلى ذات عرق لقي سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه فقال : أين تذهبون وتتركون ثأركم على أعجاز الإبل وراءكم ؟ يعني عائشة وطلحة والزبير اقتلوهم ثم ارجعوا إلى منازلكم فقالوا نسير فعلنا نقتل قتلة عثمان . . فخلا سعيد ابن العاص بطلحة والزبير ، فقال : اصدقاني إن ظفرتما لمن تجعلان الأمر ؟ قالا نجعله لأحدنا أينا اختاره الناس . قال : بل تجعلونه لولد عثمان فإنكم خرجتم تطلبون بدمه فقالا : ندع شيوج المهاجرين ونجعلها لأبنائهم قال : فلا أراني أسعى إلا لإخراجها من بني مناف فرجع ، ورجع عبد الله بن خالد بن أسيد فقال المغيرة بن شعبة : " الرأي ما قال سعيد ، من كان ها هنا من ثقيف فليرجع " ، ورجع . ومضى القوم ، ومعهم ابان والوليد ابنا عثمان ، وكان دليلهم رجلاً من عرينة ، وهو الذي ابتيع منه الجمل على أحد الأقوال ، قال العرني : فسرت معهم ، فلا أمر على وادٍ إلا سألوني عنه ، حتى طرقنا الحوأب - وهو ماء - فنبحتنا كلابه فقالوا : أي ماءٍ هذا ؟ قلت : هذا ماء الحوأب ، فصرخت عائشة بأعلى صوتها ، واسترجعت مقالت : إني لهيه سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول لنسائه : " ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب " ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته ، وقالت : " ردوني أنا والله صاحبة ماء الحوأب " فأناخوا حولها يوماً وليلة ، فقال لها عبد الله بن الزبير : " إنه كذب ، وليس هو ماء الحوأب " ولم يزل بها وهي تمتنع حتى قال لها : النجاء النجاء قد أدرككم علي بن أبي طالب . " فارتحلوا نحو البصرة ، فلما كانوا بفنائها لقيهم عمير بن عبد الله التميمي فقال : يا أم المؤمنين ، أنشدك الله أن تقدمي اليوم على قوم لم تراسلي منهم أحداً ، فعجلي ابن عامر فإن له بها صنائع ، فليذهب إليهم " فأرسلته .

الصفحة 20