كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 24 """"""
فلما عاد كعب بن سور أمر عثمان بالخروج عن البصرة ، فامتنع ، واحتج بكتاب عليٍ ، فجمع طلحة والزبير الرجال في ليلة مظلمة ذات رياح ومطر ، وقصدوا المسجد واقتلوا ، فقتل من أصحاب ابن حنيف أربعون رجلاً ، ودخل الرجال على ابن حنيفٍ فأخرجوه إليهما ، فما وصل وفي وجهه شعرةٌ ، فاستعظما ذلك ، وأرسلا إلى عائشة في أمره ، فأرسلت أن خلوا سبيله ، وبقي طلحة والزبير بالبصرة ومعهما بيت المال والحرس ، واستتر من لم يكن معهما .
وبلغ حكيم بن جبلة ما حل بعثمان بن حنيف فقال : لست أخاف الله إن لم أنصره .
فجاء في جماعة من عبد القيس ومن تبعه من ربيعة - وكان بينه وبين عبد الله بن الزبير محاورات - ثم التقوا واقتتلوا قتالاً شديداً ، فكان حكيمٌ بحيال طلحة ، وذريح بحيال الزبير ، وابن المحرش بحيال عبد الرحمن بن عتاب ، وحرقوص بن زهير بحيال عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فقتل حكيم وابنه وأخوه ، وقتل ذريح ، وأفلت حرقوص في نفر من أصحابه وجيء إلى طلحة والزبير بمن كان فيهم ممن غزا المدينة ، فقتلوا .
وكانت هذه الوقعة لخمسٍ بقين من شهر ربيع الآخر من السنة وبايع أهل البصرة طلحة والزبير .
ذكر مسير علي إلى البصرة وما اتفق له في مسيره ومن انضم إليه ومراسلته أهل الكوفة
قال : وكان علي رضي الله عنه قد تجهز لقصد الشام لقتال معاوية ، لما أظهر الخلاف عليه ، كما تقدم ، فبينما هو على ذلك أتاه الخبر عن طلحة والزبير وعائشة من مكة بما عزموا عليه ، فلما بلغه ذلك وأنهم يريدون البصرة سره ذلك ، وقال : إن الكوفة فيها رجال من العرب وبيوتاتهم . فقال له ابن عباس - رضي الله عنهما - : " إن الذي سرك من ذلك ليسوءني ، إن الكوفة فسطاط فيه من أعلام العرب ولا يزال فيها

الصفحة 24