كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 28 """"""
كميتاً ، فلما نزل بفيد أتته أسد وطييء ، فعرضوا عليه أنفسهم فقال : في المهاجرين كفاية . وعرضت عليه بكر بن وائل أنفسها ، فقال لها كذلك .
قال : وانتهى إلى ذي قارٍ أتاه عثمان بن حنيفٍ وليس في وجهه شعرة - وقيل : إنه أتاه بالربذة - فقال : يا أمير المؤمنين نعثتني ذا لحية وقد جئتك أمرد قال : أصبحت أجراً وخيراً .
وأقام بذي قار ينتظر جواب أهل الكوفة .
وكان من خبر محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر أنهما أتيا أبا موسى الأشعري بكتاب علي ، وقاما في الناس بأمره ، فلم يجابا بشيء ، فلما أيسوا دخل ناس من أهل الحجا على أبي موسى فقالوا : ما ترى في الخروج ؟ فقال : " كان الرأي بالأمس ليس اليوم ، إن الذي تهاونتم به فيما مضى هو الذي جر عليكم ما ترون ، إنما هما أمران القعود سبيل الآخرة ، والخروج سبيل الدنيا ، فاختاروا " فلم ينفر إليه أحد ، فغضب محمد ، فأغلظا لأبي موسى ، فقال لهما : " والله إن بيعة عثمان في عنقي وعنق صاحبكما ، فإن لم يكن بدٌ من قتالٍ لا نقاتل أحداً حتى نفرغ من قتلة عثمان حيث كانوا " .
فانطلقا إلى علي فأخبراه الخبر وهو بذي قار ، فقال للأشتر وكان معه : " أ ، ت صاحبنا في أبي موسى والمعترض في كل شيء ، اذهب أنت وابن عباس فأصلح ما أفسدت " .
فخرجا فقدما الكوفة ، فكلما أبا موسى ، واستعانا عليه بنفر من أهل الكوفة ، فخطبهم أبو موسى فقال " أيها الناس ، إن صحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الذين صحبوه في المواطن أعلم بالله ورسوله ممن لم يصحبه ، وإن لكم علينا حقاً ، وأنا مؤدٍ إليكم نصيحة ، كان الرأي أن لا تستخفوا بسلطان الله ، وألا تجترئوا على الله ، وأن تأخذوا من قدم عليكم من المدينة فتردوهم إليها حتى يجتمعوا فهم أعلم بمن تصلح له الإمامة

الصفحة 28