كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 299 """"""
ومنهم من قال : دفن بعسقلان ، ثم نقل إلى مصر ، ومنهم من قال : دفن في المدينة عند قبر أمه فاطمة رضي الله عنهما . وقد رأينا أن نذكر أقوالهم في ذلك ومستحجهم .
قال : فأما من قال أنه دفن بدمشق فإنه يقول : إنه لما قتل الحسين رضي الله عنه ، وحمل رأسه إلى عبيد الله بن زياد بالكوفة كما تقدم وحمله إلى دمشق ، طلب من يقوره فلم يجبه إلا طارق بن المبارك مولى بني أمية وكان حجاماً ، ففعل ، وقد هجى أبو يعلى الكاتب ، وهو أحد أسباط طارق هذا ، فقيل فيه :
شق رأس الحسين جدٌ أبى يع . . . لى وساط الدماغ بالإبهام
ثم أرسل ابن زياد به إلى دمشق ، فنصبه يزيد بن معاوية فيها ثلاثة أيام ، ووضع في مسجد عند باب المسجد الجامع ، يعرف بمسجد الرأس ، وهو تجاه باب الساعات ، كان بابه هناك ، ثم سد وفتح من مشهد زين العابدين في سنة ثلاثين وستمائة ونحوها ، ثم كان الرأس في خزانة يزيد بن معاوية . واختلف أيضاً القائلون إنه دفن بدمشق في المكان الذي دفن فيه بها . فحكى ابن أبي الدنيا في المقتل عن منصور بن جمهور أنه قال : دخلت خزانة يزيد بن معاوية ، فلما فتحت أصبت جونة حمراء فقلت لغلام لي يقال له سليم : احتفظ بهذه الجونة فإنها كنز من كنوز بني أمية ، فلما فتحتها وجدت بها رأساً وورقة مكتوب فيها : " رأس الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " ، وإذا هو مخضوب بالسواد ، فلفه بثوب ثم دفنه عند باب الفراديس ، عند البرج الثالث مما يلي

الصفحة 299