كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 30 """"""
فقام رجل من بني تميم ، فسب عمارا وقال : أنت أمس مع الغوغاء واليوم تسافه أميرنا .
وثار زيد بن صوحان وأمثاله ، وثار الناس ، وقام زيدٌ على باب المسجد ، ومعه كتابٌ من عائشة إليه تأمره بملازمة بيته أو نصرتها ، وكتابٌ إلى أهل الكوفة بمعناه ، فأخرجهما فقرأهما على الناس ، فلما فرغ منهما قال : " أمرت أن تقر في بيتها ، وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة ، فأمرتنا بما أمرت به ، وركبت ما أمرنا به " . فقال له شبث بن ربعي : يا عماني ، سرقت بجلولاء فقطعت يدك وعصيت أم المؤمنين فقتلك الله .
وتهاوى الناس . قام أبو موسى فقال : أيها الناس ، أطيعوني ، وكونوا جرثومة من جراثيم العرب ، يأوي إليكم المظلوم ، ويأمن فيكم الخائف إن الفتنة إذا أقبلت شبهت ، وإذا أدبرت بينت وإن هذه الفتنة باقرة كداء البطن ، تجري بها الشمال والجنوب والصبا والدبور ، تذر الحكيم وهو حيران كابن أمس ، شيموا سيوفكم ، واقصدوا رماحكم ، وقطعوا أوتاركم والزموا بيوتكم ، خلوا قريشاً إذ أبو إلا الخروج من دار الهجرة وفراق أهل العلم ، استنصحوني ولا تستغشوني ، أطيعوني يسلم لكم دينكم ، ودنياكم ويشقى بحر هذه الفتنة من جناها .
فقام زيد ، فشال يده المقطوعة ، فقال : يا عبد الله بن قيس رد الفرات عن أدراجه ، اردده من حيث يجيء حتى يعود كما بدأ فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد ، فدع عنك ما لست مدركه ، سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، انفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق .
فقام القعقاع بن عمرو فقال : " إني لكم ناصح ، وعليكم شفيق ، أحب لكم

الصفحة 30