كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 303 """"""
وقد أخذ هذا الفصل حقه ، فلنذكر خلاف ذلك من الأخبار التي اتفقت في أيام يزيد بن معاوية على حكم اليقين :
ذكر مقتل أبي بلال مرداس ابن حدير الحنظلي الخارجي
قد ذكرنا في أيام معاوية خروجه وأن ابن زياد بعث إليه أسلم بن زرعة الكلابي في ألفين ، فهزمهم بآسك .
فلما كان في هذه السنة أرسل إليه ابن زياد ثلاثة آلاف ، عليهم عباد بن الأخضر التميمي " والأخضر زوج أمه ، نسب إليه وإنما هو عباد بن علقمة بن عباد " فسار إليه ، واتبعه حتى لحقه بتوج ، فاقتتلوا حتى دخل وقت العصر ، فقال أبو بلال : هذا يوم جمعة ، وهو يوم عظيم ، دعونا حتى نصلي ، فتوادعوا ، فعجل عباد الصلاة وقيل : بل قطعها ، والخوارج يصلون ، فشد عليهم هو وأصحابه ، فقتلوهم وهم ما بين قائم وراكع وساجد ، لم يتغير منهم أحد عن حاله ، فقتلوا عن آخرهم .
ورجع عباد إلى البصرة برأس أبي بلال ، فرصده عبيدة بن هلال ومعه ثلاثة نفر ، فأقبل عباد يريد قصر الإمارة ، فقالوا له : قف حتى نستفتيك ، فوقف ، فقالوا : نحن أخوة أربعة قتل أخونا فما ترى ؟ قال : استعدوا الأمير ، قالوا استعديناه فلم يعدنا ، قال : فاقتلوه قتله الله ، فوثبوا عليه وقتلوه ، واجتمع الناس على الخوارج فقتلوا .
وفيها استعمل يزيد بن معاوية سلم بن زياد على خراسان وسجستان ، وعزل عنهما أخويه : عبد الرحمن وعبادا بني زياد ، فكتب عبيد الله بن زياد إلى أخيه عباد يخبره بولاية سلم ، فقسم عباد ما في بيت المال على عبيدة ، وفضل فضلٌ فنادى : من أراد سلفاً فليأخذ ، فأسلف كل من أتاه ، وخرج عن سجستان ، فلما كان بجيرفت بلغه مكان أخوه سلم ، وكان بينهما جبل ، فعدل عنه ، فذهب لعباد تلك الليلة ألف