كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 310 """"""
وأتى يومئذ بعمرو بن عثمان بن عفان ، وكان ممن لم يخرج مع بني أمية ، فقال مسلم : يا أهل الشام تعرفون هذا ؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخبيث بن الطيب ، هذا عمرو بن عثمان ، هي يا عمرو إذا ظهر أهل الشام قلت ابن أمير المؤمنين عثمان " ، وأمر به فنتف لحيته ، ثم خلى سبيله . وكانت وقعة الحرة لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين ، وقتل مسلم جماعة من أهل المدينة صبراً ، فكان منهم على ما ذكر ابن إسحاق والواقدي وويثمة وغيرهم : الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بت عبد المطلب ، وأبو بكر بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، ويعقوب ابن طلحة بن عبيد الله ، وعبد الله بن زيد بن عاصم ، ومعقل ابن سنان الأشجعي ، ومحمد بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي ، وقتل أيضاً صبرا ابنا زينب بنت أم سلمة ربيبة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهما ابنا عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ابن عبد العزي بن قصي ، ولما قتلا حملا إلى أمهما فوضعا بين يديها ، فاسترجعت وقالت : والله إن المصيبة علي فيهما لكبيرة ، وهي علي في هذا أكبر علي في هذا ، أما هذا فجلس في بيته وكف يده فدخل عليه فقتل مظلوماً ، فأنا أرجو له الجنة ، وأما هذا فبسط يده فقاتل حتى قتل ، فلا أدري علام هو في ذلك ؟ فالمصيبة به أعظم منها علي في هذا وقتل أيضاً يزيد بن عبد الله بن زمعة .
وانتهى القتل يومئذ فيما ذكروا إلى ثلاثمائة ، كلهم من أبناء المهاجرين والأنصار ، ومنهم جماعة ممن صحب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وبلغت قتلى قريش يومئذ نحو مائة ، وقتلى الأنصار والحلفاء والموالي نحو مائتين .
وقيل إن يزيد بن معاوية لما بلغه ما كان من خبر هذه الوقعة قال :
ليت أشياخي ببدر شهدوا . . . جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحاً . . . ثم قالوا يا يزيد لا تشل
لست من عتبة إن لم أثئر . . . من بني أحمد ما كان فعل

الصفحة 310