كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 311 """"""
هكذا حكي عن بعض المؤرخين ، والذي أعتقده أن هذه الأبيات مفتعلة عنه ومنسوبة إليه ، فإنها لا تصدر إلا ممن نزع ربقة الإسلام من عنقة ، والله أعلم .
وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير ، وكان يسمى يومئذ " العائد بالبيت " .
سنة أربع وستين
ذكر مسير مسلم بن عقبة إلى مكة لحصار عبد الله بن الزبير ، ووفاة مسلم والحصار الأول وإحراق الكعبة
قال ولما فرغ مسلم من قتال أهل المدينة ونهبها شخص نحو مكة بمن معه لقتال ابن الزبير ، واستخلف على المدينة روح ابن زنباع الجذامي . وقيل : عمرو بن محرز الأشجعي . وكان خبر وقعة الحرة قد أتى عبد الله بن الزبير مع المسور بن مخزمة هلال المحرم ، فاستعد هو وأصحابه للحرب .
وسار مسلم حتى انتهى إلى المشلل فمات هناك ، ولما حضرته الوفاة أحضر الحصين بن نمير السكوني وقال له يا برذعة الحمار ، لو كان الأمر لي ما وليتك هذا الجند ، ولكن أمير المؤمنين ولاك ، ثم مات .
وسار الحصين فقدم مكة لأربع بقين من المحرم ، وقد بايع أهلها وأهل الحجاز عبد الله بن الزبير ولحق به من انهزم من أهل المدينة وقدم عليه نجدة بن عامر الحنفي من اليمامة في أناس من الخوارج يمنعون البيت .
فخرج ابن الزبير للقاء أهل الشام ومعه أخوه المنذر ، فبارز المنذر رجل من أهل الشام ، فضرب كل واحد منهما صاحبه ضربة فماتا جميعا . وقاتل المسور بن مخزمة ، ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف قتالا شديدا حتى قتلا ، وصابرهم ابن الزبير إلى الليل ، ثم انصرفوا عنه ، ثم أقاموا عليه فقاتلوه بقية محرم وصفر كله ، حتى إذا