كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 313 """"""
توفي ، فولاها يزيد سعيد بن يزيد الأزدي من أهل فلسطين . . القاضي بها من قبل مسلمة ويزيد عابس بن سعيد ، وجمع له بين القضاء والشرطة ، وكان أمياً لا يكتب ولا يقرأ .
ذكر بيعة معاوية بن يزيد بن معاوية
وكنيته " أبو عبد الرحمن " و " أبو ليلى " ، وأمه أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة ، وهو الثالث من ملوك بني أمية ، بويع له بالشام في النصف من ربيع الأول سنة أربع وستين .
قال : ولما كان في آخر إمارته أمر فنودي : " الصلاة جامعة " فاجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، فإني ضعفت عن أمركم ، فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبو بكر رضي الله عنهما فلم أجده ، فابتغيت ستة من أهل الشورى فلم أجد ، فأنتم أولى بأمركم ، فاختاروا له من أحببتم " .
ثم دخل منزله وتغيب حتى مات ، فقيل : مات مسموماً ، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ثم طعن الوليد فمات من يومه .
وقيل إنه لما كبر تكبيرتين مات قبل انقضاء الصلاة ، فتقدم مروان بن الحكم فصلى عليه .
وقيل إنه أوصى أن يصلي بالناس الضحاك بن قيس حتى يقوم لهم خليفة .
وقيل له عند الموت : اعهد إلى خالد بن يزيد ، فقال : والله ما ذقت حلاوة خلافتكم ، فكيف أتقلد وزرها من بعدي ولم يكن لمعاوية هذا ولد .
وكان نقش خاتمه : " الدنيا غرور " .
وكانت وفاته لخمسٍ بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين .
وكانت مدة ولايته إلى حين وفاته أربعين يوماً ، وقال المدائني : ثلاثة أشهر ، وقال ابن اسحاق : عشرين يوماً .