كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 317 """"""
ثم أتى عبد الله بن الأسود ، وأخذ بيده واشترط عليه ، حتى ظن الناس أنه يبايعه ، ثم تركه .
وأخذ بيد عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وهو الملقب " ببه " واشترط عليه مثل ذلك ، ثم حمد الله وذكر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحق أهل بيته وقرابته ، ثم قال : " أيها الناس ، ما تنقمون من رجل من بني عم نبيكم وأمه هند بنت أبي سفيان ، فإن كان الأمر فيهم فهو ابن أختهم " ، ثم أخذ بيده وقال ، قد رضيت لكم هذا ، فنادوا : قد رضينا ، وبايعوه ، وأقبلوا به إلى دار الإمارة حتى نزلها ، وذلك أول جمادى الآخرة سنة أربع وستين .
ذكر مقتل مسعود بن عمرو الأزدي وهرب عبيد الله بن زياد إلى الشام
قال : ثم إن الأزد وربيعة جددوا الحلف الذي كان بينهم ، وأنفق ابن زياد مالاً كثيراً فيهم حتى تم الحلف ، وكتبوا بينهم بذلك كتابين ، فلما تحالفوا اتفقوا على أن يردوا ابن زياد إلى دار الإمارة ، فساروا ورئيسهم مسعود بن عمرو ، فقال لابن زياد : سر معنا ، فلم يفعل ، وأرسل معه مواليه على الخيل ، وقال لهم لا يحدثن خير ولا شر إلا أنبأتموني به .
فجعل مسعود لا يأتي سمة ولا يتجاوز قبيلة إلا أتى بعض أولئك الموالي إلى ابن زياد بالخبر ، وسارت ربيعة وعليهم مالك بن مسمع فأخذوا سكة المربد ، وجاء مسعود فدخل المسجد وصعد المنبر ، وعبد الله بن الحارث في دار الإمارة ، فقيل له ، إن مسعود وأهل اليمن وربيعة قد ساروا وسيهيج بين الناس شر ، فلو أصلحت بينهم وركبت في بني تميم ، فقال : أبعدهم الله ، والله لا أفسدت نفسي في صلاحهم ، وسار مالك بن مسمع نحو دور بني تميم حتى دخل سكة بني العدوية ، فحرق دورهم لما في نفسه منهم .
وجاء بنو تميم إلى الأحنف بن قيس فقالوا : يا أبا بحر ، إن ربيعة والأزد قد تحالفوا وقد ساروا إلى الرحبة فدخلوها ، فقال ، لستم بأحق بالمسجد منهم ، فقالوا :