كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 318 """"""
قد دخلوا الدار ، فقال : لستم بأحق بالدار منهم ، فأتته امرأة بمجمر وقالت له : مالك وللرياسة ؟ إنما أنت امرأة تتجمر .
ثم أتوه فقالوا : إن امرأة منا قد نزعت خلاخيلها ، وقد قتلوا الصباغ الذي على طريقك ، وقتلوا المقعد الذي كان على باب المسجد ، وقد دخل مالك بن مسمع سكة بني العدوية فحرق ، فقال الأحنف : أقيموا البينة على هذا ، ففي بعض هذا ما يحل به قتالهم فشهدوا عنده على ذلك ، فقال الأحنف : أجاء عباد بن حصين ؟ قالوا لا ، ثم قال : أجاء عباد ؟ قالوا لا ، قال : أها هنا عبس بن طلق قالوا : نعم ؛ فدعاه فانتزع معجزاً من رأسه فعقده في رمح ثم دفعه إليه ، فقال : سر ، فسار وصاح الناس : هاجت زبراء " وزبراء أمة للأحنف كنوا بها عنه " .
فسار عبس إلى المسجد ، فقاتل الأزد على أبوابه ، ومسعود يخطب على المنبر ، ثم أتوه فاستنزلوه وقتلوه ، وذلك أول شوال سنة أربع وستين ، وانهزم أصحابه .
وكان ابن زياد قد تهيأ لما صعد مسعود المنبر ليجئ دار الإمارة ، فقيل له إن مسعود قد قتل ، فركب ولحق بالشام .
وأما مالك بن مسمع فأتاه ناس من مصر فحصروه في داره وحرقوه ، ولما هرب ابن زياد تبعوه فأعجزهم ، فنهبوا ما وجدوا له ، ففي ذلك يقول واقد بن خليفة التميمي :
يا رب جبار شديد كلبه . . . قد صار فينا تاجه وسلبه
منهم عبيد الله حين تسلبه . . . جياده وبزه وننهبه
يوم التقى مقنبنا ومقنبه . . . لو لم ينج ابن زياد هربه وقد قيل في قتل مسعود ومسير ابن زياد غير ما قدمناه ، وهو أنه لما استجار ابن زياد بمسعود بن عمرو وأجاره ، ثم سار ابن زياد إلى الشام وأرسل معه مسعود مائة من الأزد حتى قدموا به إلى الشام ، ولما سار من البصرة استخلف مسعوداً عليها ، فقال بنو تميم وقيس : لا نرضى إلا رجلاً ترضاه جماعتنا ، فقال مسعود : قد استخلفني ولا أدع ذلك أبداً ، وخرج حتى انتهى إلى القصر فدخله ، واجتمعت تميم إلى الأحنف ، فاقالوا له : إن الأزد قد دخلوا المسجد قال : وخرج حتى انتهى إلى القصر فدخله ، واجتمعت تميم إلى الأحنف ، فاقالوا له : إن الأزد قد دخلوا المسجد قال : إنما هو لهم ولكم ، قالوا : قد دخلوا القصر وصعد مسعود المنبر .