كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 32 """"""
فسامح الناس وأجابوا ورضوا ، وتكلم عدي بن حاتم ، وهند بن عمرو ، وحجر بن عدي ، وحثوا الناس على اللحاق بعلي وإعانته ، فأذعن الناس للمسير .
فقال الحسن رضي الله عنه : " أيها الناس ، إني غادٍ ، فمن شاء منكم أن يخرج على الظهر ، ومن شاء في الماء " ، فنفر معه تسعة آلاف ، أخذ في البر ستة آلاف ومائتان ، وبقيتهم في الماء .
وقيل : إن علياً - رضي الله عنه - أرسل الأشتر بعد ابنه الحسن وعمار - إلى الكوفة ، فدخلها والناس في المسجد ، وأبو موسى يخطبهم ويثبطهم ، والحسن وعمار معه في منازعة ، وكذلك سائر الناس ، كما تقدم ، فجعل الأشتر لا يمر في بقبيلة فيها جماعة إلا دعاهم ويقول : اتبعوني إلى القصر ، فانتهى إلى القصر في جماعة من الناس ، فدخلوا وأبو موسى في المسجد يخطبهم ويثبطهم ، والحسن يقول له : اعتزل عملنا لا أم لك وتنح عن منبرنا وعمار ينازعه فأخرج الأشتر غلمان أبي موسى من القصر ، فخرجوا يعدون وينادون : " يا أبا موسى ، الأشتر قد دخل القصر ، فضربنا ، وأخرجنا " فنزل أبو موسى ، فدخل القصر ، فصاح به الأشتر : " اخرج لا أم لك أخرج الله نفسك " فقال : أجلني هذه العشية . فقال هي لك ولا تبيتن في القصر الليلة . ودخل الناس ينهبون متاع أبي موسى ، فمنعهم الأشتر ، قال : أنا له جارٌ . فكفوا عنه .
فنفر الناس في العدد المذكور . وقيل : إن عدد من سار من الكوفة اثنا عشر ألف رجلٍ ورجلٌ ، قال أبو الطفيل : سمعت علياً رضي الله عنه يقول ذلك قبل وصولهم ، فقعدت فأحصيتهم ، فما زادوا رجلاً وما نقصوا رجلاً .
وكان على كنانه وأسد وتميم والرباب ومزينة معقل بن يسار الرياحي ، وعلى سبع قيس سعد بن مسعود الثقفي عم المختار ، وعلى بكر وتغلب وعلى بن محدوج الذهلي ، وعلى مذحج والأشعريين حجر بن عدي ، وعلى بجيلة وأنمار وخثعم والأزد مخنف بن سليم الأزدى ، فقدموا على علي رضي الله عنه بذي قار ، فلقيهم في ناس فرحب بهم ، وقال : " يا أهل الكوفة ، وليتم ملوك العجم وفضضتم جموعهم ، حتى صارت إليكم مواريثهم ، فأغنيتم حوزتكم ، وأعنتم الناس على عدوهم ، وقد

الصفحة 32