كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 320 """"""
ذكر خبر أهل الكوفة وما كان من أمرهم بعد ابن زياد إلى أن بويع ابن الزبير
كان من خبرهم أنهم لما حصبوا رسل ابن زياد على ما ذكرناه عزلوا خليفته عليهم وهو عمرو بن حريث ، واجتمع الناس وقالوا : نؤمر علينا رجلاً إلى أن يجتمع الناس على خليفة ، فاجتمعوا عمر بن سعد بن أبي وقاص ، فجاءت نساء همذان يبكين الحسين بن علي رضي الله عنهما ورجالهم متقلدو السيوف ، فأطافوا بالمنبر ، فقال محمد بن الأشعث : جاء أمر غير ماكنا فيه ، وكانت كندة تقوم بأمر عمر بن سعد ، لأنهم أخواله ، فأجمعوا على عامر بن مسعود ابن أمية بن خلف بن وهب الجمحي ، فخطب أهل الكوفة فقال : إن لكل قوم أشربة ولذات فاطلبوها في مظانها ، وعليكم بما يحل ويحمد ، واكسروا شرابكم بالماء ، وتواروا عني بهذه الجدران .
فقال ابن همام :
اشرب شرابك وانعم غير محسود . . . واكسره بالماء لا تعص ابن مسعود
إن الأمير له في الخمر مأربة . . . فاشرب هنيئاً مريئاً غير تصريد
من ذا يحرم ماء المزن خالطه . . . من قعر خابية ماء العناقيد
إني لأكره تشديد الرواة لنا . . . فيها ويعجبني قول ابن مسعود
وكثير من الناس يظن أن ابن مسعود المذكور في هذا الشعر هو عبد الله بن أم عبد ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وليس كذلك . قال : ولما بايعه أهل الكوفة كتبوا بذلك إلى ابن الزبير فأقره عليها ، فمكث ثلاثة أشهر من مهلك يزيد بن معاوية ، ثم استعمل عبد الله بن الزبير عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري على الصلاة ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة على الخراج ، واستعمل محمد بن الأشعت بن قيس على الموصل .

الصفحة 320