كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 322 """"""
لقيه عبد الله بن حازم ، فقال له : من وليت خراسان ؟ فأخبره فقال : أما وجدت من مضر من تستعمله ، حتى فرقت خراسان بين بكر بن وائل واليمن اكتب لي عهداً على خراسان ؛ فكتب له وأعطاه مائة ألف درهم .
وسار ابن خازم إلى مرو ، وبلغ خبره المهلب ، فأقبل فاستخلف رجلاً من بني جشم بن سعد بن زيد مناه بن تميم ، فلما وصلها ابن خازم منعه الجشمي ، وجرت بينهما مناوشة ، فأصابت الجشمي رمية في جبهته ، وتحاجزا ، ودخلهما ابن خازم ، ومات الجشمي بعد ذلك بيومين .
ثم سار ابن خازم إلى مرو فقاتله سليمان بن مرثد أياماً ، فقتل سليمان ، ثم سار بن خازم إلى عمرو بن مرثد وهو بالطالقان فاقتتلوا فقتل عمرو بن مرثد ، وانهزم أصحابه ، فلحقوا بهراة بأوس بن ثعلبة ، ورجع ابن خازم إلى مرو .
وهرب من كان بمرو الروذ من بكر بن وائل إلى هراة ، وانضم إليها من كان بكور خراسان من بكر ، فكثر جمعهم ، وقالوا لأوس ابن ثعلبة : نبايعك على أن تسير إلى ابن خازم وتخرج مضر من خراسان ، فأبى عليهم ، فهموا بمبايعة غيره ، فأجابهم ، فبايعوه ، فسار إليهم ابن خازم فنزل على واد بينه وبين هراة ، فأشار البكريون بالخروج من هراة وعمل خندق ، فقال أوس : بل نلزم المدينة فإنها حصينة ، وأطاول ابم خازم ليضجر ويعطينا ما نريد ، فأبوا عليه ، وخرجوا فخندقوا خندقاً ، وقاتلهم ابن خازم نحو سنة .
فنادى هلال الضبي وهو من أصحابه فقال : إنما تقاتل إخوتك وبني أبيك ، فإن نلت منهم الذي تريد فما في العيش خير ، فلو أعطيتهم شيئاً يرضون به ، وأصلحت هذا الأمر ؟ ؟ فقال : والله لو خرجنا إليهم عن خراسان ما رضوا ، فقال هلال : لا والله لا أقاتل معك أنا ولا رجل يطيعني حتى تعذر إليهم قال : فأنت رسولي إليهم فأرضهم .
فأتى هلال إلى أوس بن ثعلبة ، فناشده الله والقرابة في نزار ، وأن يحفظ دماءها ، فقال : هل لقيت بني صهيب ، قال : لا ، قال : فالقهم ، وبنو صهيب هم موالي بني جحدر ، وهم الذين ألزموا أوس بن ثعلبة بالقتال ، فخرج هلال من عند