كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 323 """"""
أوس فلقي جماعة من رؤساء أصحابه ، فأخبرهم ما أتى له ، فقالوا له : هل لقيت بني صهيب ؟ فقال : لقد عظم أمر بني صهيب عندكم فأتاهم يكلمهم ، فقالوا : والله لولا أنك رسول لقتلناك ، قال : فما يرضيكم شئ ؟ قالوا : واحد من اثنين ؛ إما أن تخرجوا من خراسان ، وإما أن تقيموا وتخرجوا لنا كل سلاح وكراع وذهب وفضة ، فرجع هلال إلى ابن خازم ، فقال : ما عندك ؟ فأخبره الخبر فقال : إن ربيعة لم تزل غضاباً على ربها منذ بعث نبيه في مضر . وأقام ابن خازم يقاتلهم ، فلما طال مقامه ناداهم يوماً ؛ يا معشر ربيعة ، أرضيتم بنى من خراسان بخندقكم ؟ فأحفظهم ذلك ، فتنادوا للقتال ، فنهاهم أوس عن الخروج بجماعتهم ، فعصوه ، وخرجوا ، فقاتلوا ساعة ، ثم انهزموا ، حتى انتهوا إلى خندقهم ، وتفرقوا يميناً وشمالاً ، وسقطوا في الخندق ، وقتلوا قتلاً ذريعاً ، وهرب أوس بن ثعلبة وبه جراحات ، وحلف ابن خازم لا يؤتى بأسير يومه ذلك إلا قتله وسار أوس بن ثعلبة إلى سجستان فمات بها أو قريباً منها ، وقتل من بكر يومئذ ثمانية آلاف ، وغلب ابن حازم على هراة واستعمل عليها ابنه محمداً وضم إليه شماس بن دثار العطاردي ، وجعل بكير بن وشاح الثقفي على شرطته ، ورجع ابن خازم إلى مرو .
وفي هذه السنة بعد موت يزيد خالف أهل الري ، وكان عليهم الفرخان الرازي ، فوجه إليهم عامر بن مسعود وهو أمير الكوفة محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي الدارمي فهزمه أهل الري ، فبعث إليهم عامر عتاب بن ورقاء التميمي ، فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً ، فقتل الفرخان وانهزم المشركون .
هذا ما كان من أخبار العراق وخراسان بعد وفاة يزيد ، فلنذكر أخبار عبد الله بن الزبير ، وما تخلل أيامه من أخبار غيره التي حدثت في أعماله .
ذكر بيعة عبد الله بن الزبير وما حدثت في أيامه من الوقائع والحوادث المتعلقة به والكائن في أعمال ولايته
هو أبو خبيب ، وقيل : أبو بكر عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، يجتمع نسبه ونسب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في قصي ، وأمه

الصفحة 323