كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 325 """"""
فاجتاز أبو عضادة بالمدينة وبها مروان بن الحكم ، فأخبره بما قدم له ، فأرسل مروان معه ولدين له ، أحدهما عبد العزيز ، وقال : إذا بلغته رسل يزيد الرسالة فتعرضا له ، وليتمثل أحدكما بهذا الشعر :
فخذها فليست للعزيز بخطة . . . وفيها مقال لامرئ متذلل
أعامر إن القوم ساموك خطة . . . وذلك في الجيران عزلاً بمعزل أراك إذا ما كنت للقوم ناصحاً . . . يقال له بالدلو أدبر وأقبل
فلما بلغه الرسل الرسالة أنشد عبد العزيز الأبيات ، فقال ابن الزبير : يا بني مروان قد سمعت ما قلتما فأخبرا أباكما :
إني لمن نبعة صم مكاسرها . . . إذا تناوحت القصباء والعشر
فلا ألين لغير الحق أسأله . . . حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
وامتنع من رسل يزيد .
فقال الوليد بن عتبة وناس من بني أمية ليزيد : لو شاء عمرو بن سعيد لأخذ ابن الزبير وبعث إليك به ، فعزل يزيد عمراً واستعمل الوليد بن عتبة على الحجاز ، فأقام الوليد يريد غرة عبد الله فلم يجده إلا متحذراً ممتنعاً .
وثار نجدة بن عامر الحنفي باليمامة حين قتل الحسين ، وكان الوليد يفيض بالناس من المعرف ، ويقف ابن الزبير وأصحابه ونجدة وأصحابه ، ثم يفيض ابن الزبير وأصحابه ، ونجدة بأصحابه ، لا يفيض واحد منهم بلإفاضة أحد . وكان نجدة يلقى عبد الله بن الزبير ويكثر حتى ظن الناس أنه سيبايعه .
ثم كتب عبد الله بن الزبير إلى يزيد في شأن الوليد فعزله يزيد كما تقدم ، واستعمل عثمان بن محمد بن أبي سفيان .
وكان من خبر أهل المدينة في خلافهم يزيد ، ووقعة الحرة ، والحصار الأول ما قدمناه .
فلما مات يزيد بن معاوية بلغ الخبر عبد الله بن الزبير والحصين بن نمير ومن معه من عسكر الشام يحاصرونه ، وقد اشتد حصارهم ، فقال لهم عبد الله وأهل مكة :

الصفحة 325