كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 328 """"""
بني سليط بن يربوع ، وكلهم من تميم ، حتى أتوا البصرة ، وانطلق أبو طالوت من بني بكر بن وائل ، وأبو فديك عبد الله بن ثور من قيس بن ثعلبة ، وعطية بن الأسود اليشكري ، إلى يمامة ، فوثبوا بها مع أبي طالوت ، ثم اجتمعوا بعد ذلك على نجدة بن عامر الحنفي وتركوا أبا طالوت .
فأما نافع بن الأزرق ومن معه فإنهم قدموا البصرة فتذاكروا الجهاد وفضيلته ، وخرج في ثلثمائة ، وذلك عند وثوب الناس بابن زياد ، وكسر الخوارج باب السجن وخرجوا ، واشتغ الناس عنهم بحرب الأزد وربيعة وتميم ، فلما استقر أمر عبد الله بن الحارث بالبصرة تجرد الناس للخوارج وأخافوهم ، فلحق نافع بالأهواز في شوال سنة أربع وستين واشتدت شوكته ، وكثرت جموعه ، وأقام بالأهواز .
وحيث ذكرنا الخوارج ، فلنذكر ما كان من أمرهم في أيام عبد الله بن الزبير إلى نهايته ، ثم نذكر ما سوى ذلك .
ذكر مقتل نافع بن الأزرق أمير الخوارج وغيره منهم
وفي سنة خمس وستين اشتدت شوكة نافع بن الأزرق ، وهو الذي تنسب إليه الأزارقة من الخوارج ، وكثرت جموعه ، وأقبل بهم نحو الجسر ، فبعث إليه عبد الله بن الحارث أمير البصرة مسلم بن عبيس بن كريز بن ربيعة ، فخرج إليه فدفعه عن أرض البصرة حتى بلغ دولاب من أرض الأهواز ، فاقتتلوا هناك فقتل مسلم أمير أهل البصرة ونافع بن الأزرق رئيس الخوارج ، وكان مقتلهما في جمادى الآخرة .
فأمر أهل البصرة عليهم الحجاج بن باب الحميري ، وأمرت الخوارج عبد الله بن الماحوز التميمي ، فاقتتلوا فقتل الحجاج وعبد الله ، فأمر أهل البصرة ربيعة بن الأجذم التميمي ، وأمرت الخوارج عبيد الله بن الماحوز ، واقتتلوا حتى أمسوا وقد ملوا القتال ، وكره بعضهم بعضاً ، فبينما هم كذلك إذ جاءت سرية للخوارج لم تشهد القتال فهزمت جيش البصرة ، وقتل أميرهم ربيعة ، فأخذ الراية حارث بن بدر فقاتل ساعة بعد أن أذهب الناس عنه ، ثم سار ونزل الأهواز ، وبعث ابن الزبير الحارث بن أبي ربيعة على البصرة كما ذكرناه ، فأقبلت الخوارج نحو البصرة حتى قربوا منها ، فأتى أهلها الأحنف بن قيس وسألوه أن يتولى حربهم ، فأشار عليهم بالمهلب بن أبي صفرة .