كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 33 """"""
دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة ، فإن يرجعوا فذاك الذي نريد ، وإن يلجوا داويناهم بالرفق حتى يبدءونا بظلم ، ولم ندع أمراً فيه صلاح إلا آثرناه على ما فيه الفساد ، إن شاء الله تعالى " .
قال : وكان رؤساء الجماعة من الكوفيين : القعقاع بن عمرو وسعد بن مالك وهند بن عمرو والهيثم بن شهاب ، وكان رؤساء النفار زيد بن صوحان والأشتر وعدي بن حاتم والمسيب بن نجبه ويزيد ابن قيس وأمثال لهم ليسوا دونهم إلا أنهم لم يؤمروا ، منهم حجر بن عدي .
ذكر مراسلة علي طلحة والزبير وأهل البصرة في الصلح وإجابتهم إليه وانتظام الصلح وكيف أفسده قتلة عثمان
قال : وأقام علي - رضي الله عنه - بذي قار ، فأرسل القعقاع بن عمرو إلى أهل البصرة وقال له : الق هذين الرجلين وادعهما إلى الألفة والجماعة وعظم فيهما الفرقة . وكان العقعاع من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .
فخرج حتى قدم البصرة ، فبدأ بعائشة فسلم عليها وقال : أي أمه ، ما أشخصك وما أقدمك على هذا البلد ؟ قال : أي بني ، الإصلاح بين الناس . قال : فابعثي إلى طلحة والزبير حتى تسمعي كلامي وكلامهما ، فبعثت إليهما ، فجاءا ، فقال لهما : إني سألت أم المؤمنين ما أقدمها ؟ فقالت الإصلاح ، فما تقولان أنتما ؟ أمتابعان أم مخالفان ؟ قالا : متابعان .
قال فأخبراني ما وجه هذا الإصلاح فوالله لئن عرفناه ليصلحن ولئن أنكرناه لا يصلح . قالا : قتلة عثمان ، فإن هذا إن ترك كان تركاً للقرآن قال : " قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة ، وأنتما قبل قتلهم أقرب إلى الاستقامة منكم اليوم قتلتم ستمائة رجل فغضبت لهم ستة آلاف واعتزلوكم ، وخرجوا من بين أظهركم ، وطلبتم حرقوص بن زهير فمنعه ستة آلاف فارس ، فإن تركتموهم كنتم تاركين لما تقولون ، وإن قاتلتموهم والذين اعتزلوكم فأديلو عليكم فالذي حذرتم وقويتم به هذا الأمر أعظم مما أراكم تكرهون ، وإن أنتم منعتم مضر وربيعة من هذه البلاد اجتمعوا على حربكم وخذلانكم نصرةً لهؤلاء ، كما اجتمع هؤلاء لأهل هذا الحدث العظيم والذنب

الصفحة 33