كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 330 """"""
فلما بلغ الخوارج ولايته تقدموا إلى إصطخر ، وأميرهم يوم ذاك الزبير بن الماحوز ، فندب إليهم عمر ابنه عبيد الله في خيل ، فاقتتلوا فقتل عبيد الله بن عمر ، وقاتل عمر بن عبيد الله الخوارج فقتل من فرسانهم سبعون رجلاً ، وانهزم الخوارج وقصدوا نحو أصبهان ، فأقاموا حتى قووا واستعدوا وأقبلوا حتى مروا بفارس وبها عمر ، فقطعوها من غير الموضع الذي هو به حتى أتوا الأهواز .
فكتب إليه مصعب يلومه في تمكينهم من قطع جهته ، فسار عمر من فارس في أثرهم ، وخرج مصعب فعسكر عند الجسر الكبير .
وبلغ الخوارج وهم بالأهواز إقبال عمر عليهم ، فقطعوا أرض جوخى والنهر وأنات وأتوا المدائن ، وبها كردم بن مرثد الفزاري ، فشنوا الغارة على أهل المدائن ، يقتلون الرجال والنساء والولدان ، ويشقون أجواف الحوامل ، فهرب كردم ، وأقبلوا إلى ساباط ، ووضعوا السيف ، وأفسدوا إفساداً عظيماً .
وأتوا أرض الكوفة فخرج إليهم الحارث بن أبي ربيعة أميرها ، فتوجهوا حتى أتوا المدائن فأتبعهم الحارث عبد الرحمن بن مخنف في ستة آلاف ليخرجهم من أرض الكوفة ، فتبعهم حتى وقعوا فيأرض أصبهان ، فرجع ولم يقاتلهم .
وقصدوا الري وعليها يزيد بن الحارث بن رويم الشيباني فقاتلهم ، فأعان أهل الري الخوارج ، فقتل يزيد وهرب ابنه حوشب .
ولما فرغ الخوارج من الري شخصوا إلى أصبهان فحاصروها وبها عتاب بن ورقاء ، فصبر لهم وقاتلهم ، فكمن له رجل من الخوارج وضربه بالسيف على حبل عاتقه فصرعه ، فاحتمله أصحابه وداووه حتى برئ ، وداوم الخوارج حصارهم حتى نفذت أطعمتهم وأصابهم الجهد ، فقام عتاب في أصحابه ، وحرضهم على أن يصدقوهم القتال ، فأجابوه إلى ذلك ، وخرج بهم إلى الخوارج وهم آمنون ، فقاتلوهم حتى أخرجوهم من معسكرهم ، وقتلوا أميرهم الزبير بن الماحوز .
ففرغت الخوارج إلى أبي نعامة قطري بن الفجاءة المازني فبايعوه ، وأصاب