كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 331 """"""
عتاب ومن معه من عسكره ما شاءوا ، وسارت الخوارج عن أصبهان إلى كرمان ، فأقاموا بها حتى اجتمع إلى أميرهم قطرى جموع كثيرة ، وجبى الأموال وقوي ، ثم أقبل إلى أصبهان ، ثم أتى أرض الأهواز فأقام بها ، فبعث مصعب إلى المهلب فأمره بقتال الخوارج ، وبعث إلى عامله بالموصل والجزيرة إبراهيم بن الأشتر ، فقدم المهلب البصرة ، وانتخب الناس وسار نحو الخوارج ، وأقبلوا إليه حتى التقوا بسولاف ، فاقتتلوا ثمانية أشهر أشد قتال رآه الناس ، وذلك في سنة ثمان وستين .
هذا ما أمكن إيراده من أخبار الخوارج في أيام ابن الزبير فلنذكر خلاف ذلك .
ذكر خبر التوابين وما كان من أمرهم وأخبارها إلى أن قتلوا
وإنما ذكرنا خبر التوابين في هذا الموضع في أخبار عبد الله بن الزبير ، لأن ظهورهم ومقتلهم كان في أيامه ، ومن بلد داخل تحت حكمه ، ونحن نذكر مبدأ أمرهم ، وقد ذكرهم ابن الأثير الجزري رحمه الله في تاريخه الكامل في حوادث سنة أربع وستين ، وسنة خمس وستين .
قال : ولما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما كما ذكرنا تلاقت الشيعة بالتلاوم والندم على ما صدر منهم ، من استدعائهم الحسين وخذلانه حتى قتل ، ورأوا أنهم لا يغسل عنهم العار والإثم الذي ارتكبوه إلا قتل من قتله أو القتل فيه .
فاجتمعوا بالكوفة إلى خمس نفر من رءوس الشيعة ، وهم : سليمان بن صرد الخزاعي ، وكانت له صحبة ، والمسيب بن نجبة الفزاري وكان من أصحاب علي وخيارهم ، وعبد الله بن مسعود بن نفيل الأزدي ، وعبد الله بن وال التيمي ، تيم بكر بن وائل ، ورفاعة بن شداد البجلي ، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد فبدأهم المسيب بن نجبة فقال بعد حمد الله : أما بعد ، فإنا ابتلينا بطول العمر ، والتعرض لأنواع الفتن ، فنرغب إلى ربنا أن لا يجعلنا ممن يقول له غداً : " أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر " وإن أمير المؤمنين قال : العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة ، وليس فينا رجل إلا وقد بلغه ، وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا ،