كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)
"""""" صفحة رقم 333 """"""
ضعيف ، فإن شئت وثبنا على عمرو بن حريث - وكان خليفة ابن زياد على الكوفة - ثم أظهرنا الطلب بدم الحسين وتتبعنا قتلته ثم ندعو الناس إلى أهل هذا البيت . فقال لهم سليمان : لا تعجلوا ، إني قد نظرت فيما ذكرتم ، فرأيت قتلة الحسين هم أشراف الكوفة وفرسان العرب ، ومتى علموا ذلك كانوا أشد عليكم ، ونظرت فيمن تبعني منكم فعلمت أنهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم ولم يشفوا نفوسهم وكانوا جزراً لعدوهم ولكن بثوا دعاتكم وادعوا إلى أمركم . ففعلوا فاستجاب لهم ناس كثير . ثم إن أهل الكوفة أخرجوا عمرو بن حريث وبايعوا لابن الزبير ، فلما مضت ستة أشهر من وفاة يزيد قدم المختار بن أبي عبيد إلى الكوفة في النصف من شهر رمضان ، وقدم عبد الله بن زيد الخطمي الأنصاري أميراً على الكوفة من قبل عبد الله بن الزبير لثمان خلون من شهر رمضان ، وقدم إبراهيم بن محمد بن طلحة معه على الخراج .
فأخذ المختار بن أبي عبيد يدعو الناس إلى قتال قتلة حسين ويقول : جئتكم من عند المهدي محمد بن الحنفية وزيراً أميناً ، فرجع إليه طائفة من الشيعة ، وكان يقول : إنما يريد سليمان أن يخرج فيقتل نفسه ومن معه ، وليس له خبرة بالحرب .
وبلغ الخبر عبد الله بن يزيد أن سليمان يريد الخروج بالكوفة عليه ، وأشير عليه بحبسه ، وخوف عاقبة أمره إن تركه ، فقال عبد الله إن هم قاتلونا قاتلناهم ، وإن تركونا لا نطلبهم ، إن هؤلاء القوم يطلبون قتلة الحسين ، ولست ممن قتله ، لعن الله قاتله ، ثم صعد إلى المنبر فقال بلغني أن طائفة منكم أرادوا أن يخرجوا علينا ، فسألت عنهم فقيل إنهم يطلبون بدم الحسين ، فرحم الله هؤلاء القوم ، فقد والله دللت على مكانهم ، وأمرت بأخذهم ، فأبيت ، وقلت إن قاتلوني قاتلتهم ، وعلام يقاتلوني ؟ فوالله ما أنا قتلت حسيناً ، ولقد والله أصبت بمقتله رحمة الله عليه ، وإن هؤلاء القوم آمنون ، فليخرجوا ظاهرين ، وليسيروا إلى من قاتل الحسين ، فقد أقبل إليهم - يعني عبيد الله بن زياد - فأنا لهم ظهير ، هذا ابن زياد قاتل الحسين ، وقاتل خياركم وأمثالكم ، فقد توجه إليكم وقد فارقوه على ليلة من جسر منبج ، فقتاله والاستعداد له أولى من أن تجعلوا بأسكم بينكم ، فيقتل بعضكم بعضاً ، فيلقاكم عدوكم وقد رققتم