كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 35 """"""
ممن أعان على عثمان بشيء اجتمع نفرٌ منهم علباء بن الهيثم وعدي ابن حاتم وسالم بن ثعلبة القيسي وشريح بن أبي أوفي والأشتر ، في عدة ممن سار إلى عثمان أو رضي بسير من سار إليه وجاء معهم المصريون وابن السوداء وخالد ابن ملجم ، فتشاوروا فقالوا " ما الرأي ؟ هذا علي وهو والله أبصر بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان ، وأقرب إلى العمل بذلك ، وهو يقول ما يقول ، ولم ينفر إليه إلا هم والقليل من غيرهم ، فكيف به إذا شام القوم وشاموه ورأوا قلتنا في كثرتهم ؟ وأنتم والله ترادون ، وما أنتم بالحي من شيء " فقال الأشتر : " قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا ، وأما رأي علي فلم نعرف رأيه إلى اليوم ، ورأى الناس فينا واحد ، فإن يصطلحوا مع علي فعلى دمائنا ، فهلموا بنا نثب على علي فنلحقه بعثمان ، فتعود فتنه يرضى منا فيها بالسكون . " فقال عبد الله بن السوداء " بئس الرأي والله رأيت ، أنتم يا قتلة عثمان بذي قار ألفٌ وخمسمائة ، أو نحوٌ من ستمائة ، وهذا ابن الحنظلية - يعني طلحة - وأصحابه في نحو خمسة آلاف بالأشواق إلى أن يجدوا إلى قتالكم سبيلا " فقال علباء بن الهيثم " انصرفوا بنا عنهم ، ودعوهم ، فإن قلوا كان لعدوهم عليهم ، وإن كثروا كان أحرى أن يصطلحوا عليكم ، ودعوهم فرجعوا فتعلقوا ببلدٍ من البلدان حتى يأتيكم فيه من تقوون به ، وامتنعوا من الناس . " فقال ابن السوداء " بئس والله ما رأيت ، ود والله الناس أنكم انفردتم ولم تكونوا مع أقوام برآء ، ولو انفردتم لتخطفكم الناس وكل شيء " فقال عدي بن حاتم : " والله ما رضيت ولا كرهت ، ولقد عجبت من تردد من تردد عن قتله في خوض الحديث ، فأما إذ وقع ما وقع ونزل من الناس بهذه المنزلة فإن لنا عتاداً من خيولٍ وسلاح ، فإن أقدمتم أقدمنا ، وأن أمسكتم أمسكنا " فقال ابن السوداء : أحسنت وقال سالم ابن ثعلبة : " من كان أراد بما أتى الدنيا فإني لم أرد ذلك ، ووالله لئن لقيتهم غداً لا أرجع إلى شيء وأحلف بالله إنكم لتفرقون الناس بالسيف فرق قومٍ لا تصير أمورهم إلا إلى السيف " فقال ابن

الصفحة 35