كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 4 """"""
وقال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله : أحسن ما رأيت في صفته رضي الله تعالى عنه - أنه حسناً ، ضخم البطن عريض المنكبين ، شثن الكفين ، أغيد ، كأن عنقه إبريق فضة ، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ، كبير اللحية ، لمنكبيه مشاشٌ كمشاش السبع الضاري ، لا يبين عضده من ساعده ، قد ادمجت ادماجاً إذا مشى تكفأ ، وإن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلا يستطيع أن يتنفس ، وهو إلى السمن ما هو ، شديد الساعد واليد ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، ثبت الجنان قوي شجاع ، منصور على من لاقاه ، رضي الله عنه .
ذكر نبذة من فضائله رضي الله عنه
هو - رضي الله عنه - أول من أسلم ، عند بعضهم ، على ما في ذلك من الاختلاف فيه وفي أبي بكر ، رضي الله عنهما ، وأيهما سبق إلى الإسلام . . .
وقد ذكرنا ذلك كله في ابتداء السيرة النبوية ، في السفر الرابع عشر من هذه النسخة ، فلا فائدة في إعادته ، فلنذكر من فضائله خلاف ذلك : أجمعوا على أنه - رضي الله عنه - صلى إلى القبلتين ، وهاجر وشهد جميع المشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، إلا غزوة تبوك ، فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام

الصفحة 4