كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 40 """"""
وجاءت عائشة فنزلت في مسجد الحدان في الأزد ، ورأس الأزد يومئذ صبرة بن شيمان ، فقال له كعب بن سور : إن الجموع إذا تراءت لم تستطع ، إنما هي بحور تدفق ، فأطعني ولا تشهدهم واعتزل بقومك ، فإني أخاف أن لا يكون صلح ، ودع مضر وربيعة فهما أخوان ، فإن اصطلحا فالصلح أردنا ، وإن اقتتلا كنا حطاما عليهم غدا .
وكان كعب في الجاهلية نصرانيا فقال صبرة : أخشى أن يكون فيك شيء من النصرانية أتأمرني أ ، أغيب عن إصلاح بين الناس ، وأن أخذل أم المؤمنين وطلحة والزبير إن ردوا عليهم الصلح ، وأدع الطلب بدم عثمان ، والله لا أفعل هذا أبدا . فأطبق أهل اليمن على الحضور .
وحضر مع عائشة المنجاب بن راشد في الرباب وهم تيم وعدي وثور وعكل ، بنو عبد منادة بن أد بن طابخة بن إلياس ، مضر ، وضبة ابن أد بن طابخة ، وحضر أيضاً أبو الجرباء في بني عمرو بن تميم ، وهلال بن وكيع في بني حنظلة ، وصبرة بن شيمان على الأزد ، ومجاشع بن مسعود السلمي على سليم ، وزفر بن الحارث في بني عامر وأعصر بن النعمان على غطفان ، ومالك بن مسمع على بكر ، والخريت بن راشد على بني ناجية ، وعلى اليمن ذو الأجرة الحميري . قال : ولما خرج طلحة والزبير نزلت مضر جميعها وهم لا يشكون في الصلح ، ونزلت ربيعة فوقهم وهم لا يشكون في الصلح ، ونزلت اليمن أسفل منهم وهم كذلك ، ونزلت عائشة في الحدان ، والناس بالزابوقة على رؤسائهم .
هؤلاء - وهم أصحاب عائشة - ثلاثون ألفاً ، وهؤلاء - وهم أصحاب علي - عشرون ألفاً .
وردوا حكيماً ومالكاً : " أنا على ما فارقنا عليه القعقاع " . ونزل علي بحيالهم ، ونزلت مضر إلى مضر ، وربيعة إلى ربيعة ، واليمن إلى اليمن ، وكان بعضهم يخرج

الصفحة 40