كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 20)

"""""" صفحة رقم 45 """"""
قال : ولما قتل ابن يثربي ترك العدوي الزمام بيد رجل من بني عدي ، وبرز ، فخرج إليه ربيعة العقيلي ، فاقتتلا ، فأثخن كل واحد منهما صاحبه ، فماتا جميعا .
وقام مقام العدوي الحارث الضبي ، فما رؤي أشد منه ، وجعل يقول :
نحن بني ضبة أصحاب الجمل
نبارز القرن إذا القرن نزل
ننعى ابن عفّان بأطراف الأسل
الموت أحلى عندنا من العسل
ردّوا علينا شيخنا ثمّ بجل
وارتجز غير ذلك .
فلم يزل الأمر كذلك حتى قتل على خطام الجمل أربعون رجلاً ، قالت عائشة : ما زال جملي معتدلاً حتى فقدت أصوات بني ضبة . قال : وأخذ الخطام سبعون رجلاً من قريش ، كلهم يقتل وهو آخذٌ بخطام الجمل .
وكان محمد بن طلحة ممن أخذ بخطامه ، وقال : يا أماه مريني بأمرك . قالت : آمرك أن تكون كخير ابني آدم إن تركت .
فجعل لا يحمل عليه أحدٌ إلا حمل وقال : " حم لا ينصرون " واجتمع عليه نفرٌ كما ادعى قتله ، فأنفذه بعضهم بالرمح ، ففي ذلك يقول :
وأشعث قوّامٍ بآيات ربّه . . . قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

الصفحة 45